responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 4  صفحه : 197


بن عبد الملك قد حج في ذلك العام فرأى علي بن الحسين في غمار الناس في الطواف فقال : من هذا الشاب الذي تبرق أسرة وجهه كأنه مرآة صينية تتراءى فيها عذارى الحي وجوهها ؟ فقالوا هذا علي بن الحسين . . . ) . وتاريخ دمشق : 41 / 401 ، وأورد منها 26 بيتاً . وكذا تهذيب الكمال : 20 / 400 . وفصل روايتها وتخميسها في أعيان الشيعة : 1 / 634 ، و : 10 / 268 ، و : 6 / 396 ، ومستدركاته : 3 / 301 .
إن مشهد روحانية الإمام « عليه السلام » الذي رسمه الفرزدق بريشته ، ما زال شاهداً على أن جماهير الأمة كانت تتأجج حباً وعاطفة لأهل البيت « عليهم السلام » ، وأن قلوبها كانت معهم ، وإن كانت سيوفها مع الحكام ! وقد اغتاظ هشام بن عبد الملك حسداً للإمام زين العابدين « عليه السلام » ! ثم اغتاظ أتباعه من أن القصيدة سَرَتْ في الأمة كالنسيم في الهجير والنور في الظلمة ، وتناقلها الناس وأعجبوا بها وما زالوا إلى يومنا هذا ! لذلك قام الحساد الكذابون بإسقاط ذكر هشام منها ، وقالوا إن الفرزدق رأى زين العابدين « عليه السلام » فأنشد فيه ! تاريخ دمشق : 41 / 400 ، ومجمع الزوائد : 9 / 200 ، عن الطبراني ، والمرتضى في أماليه : 1 / 48 ، عن المرزباني ، لكن في أخبار شعراء الشيعة / 64 ، فيه ذكر هشام .
وبعضهم أنكر الحادثة من أصلها ، وزعم أن الأبيات لداود بن سلم أو لخالد بن يزيد في قثم بن العباس ! وأصل هذه الكذبة من الزبير بن بكار الزبيري ، وقد ردَّ عليه ابن عبد البر في الإستيعاب / 935 ، وطبعة : 3 / 1305 ، قال : ( وقال الزبير في الشعر الذي أوله : هذا الذي تعرف البطحاء وطأته . . والبيت يعرفه والحل والحرم . . إنه قاله بعض شعراء المدينة في قثم بن العباس . . . وقد ذكرنا في بهجة المجالس . . . ولمن هو ، والاختلاف فيه ، ولا يصح أنه قثم بن العباس ، وذلك شعر آخر على عروضه وقافيته وما قاله الزبير فغير صحيح ) . كما رد عليهم الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه الإمام الصادق / 22 ، فقال : ( لقد روت كتب التاريخ والسير والأدب هذه القصيدة منسوبة إلى الفرزدق الشاعر ، ولم يتشكك الرواة والمؤرخون في نسبتها إليه ، وأكثر كتب الأدب لم تثر عجاجة شك حولها ) . انتهى . ومعناه أنهم حوروا الحادثة والقصيدة حسداً ، ليجعلوها في بني الزبير أو بني العباس أو بني أمية ! وهذه عادتهم عندما تصل فضائل أهل البيت « عليهم السلام » إلى الناس ولا يستطيعون إنكارها ! وهذا وقد استغرب ابن كثير في النهاية : 8 / 226 ، رواية الطبراني للأبيات في مدح الإمام الحسين « عليه السلام » لأن الفرزدق التقى به « عليه السلام » وهو متجهٌ إلى كربلاء ولم يلتق به في الحج . لكن قد يكون التقى بالحسين في سنة سابقة وقال بعض أبياتها فيه ، ثم أكملها في ولده زين العابدين « صلى الله عليه وآله » .

197

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 4  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست