كأبيه وأماً كأمه حتى أقول فيكم مثلها ! فحبسه بعسفان بين مكة والمدينة ، فبلغ ذلك علي بن الحسين « صلى الله عليه وآله » فبعث إليه باثني عشر ألف درهم وقال : أعذرنا يا أبا فراس فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به ، فردها وقال : يا ابن رسول الله ما قلت هذا الذي قلت إلا غضباً لله ولرسوله « صلى الله عليه وآله » ! وما كنت لأرزأ عليه شيئاً ! فردها إليه وقال : بحقي عليك لمَّا قبلتها فقد رأى الله مكانك وعلم نيتك فقبلها ، فجعل الفرزدق يهجو هشاماً وهو في الحبس ، فكان مما هجاه به قوله : < شعر > أيحبسني بين المدينة والتي * إليها قلوب الناس تهوى منيبها يقلب رأساً لم يكن رأسَ سيِّدٍ * وعيناً له حَوْلاءَ بادٍ عُيُوبها < / شعر > فأخبر هشام بذلك فأطلقه ، وفي رواية أبي بكر العلاف أنه أخرجه إلى البصرة ) . والخرائج : 1 / 267 ، وفيه : ( فردها وقال : ما قلت ذلك إلا ديانةً . فبعث بها إليه أيضاً وقال : شكر الله لك ذلك . فلما طال الحبس عليه وكان يوعده بالقتل ! شكى إلى علي بن الحسين « صلى الله عليه وآله » فدعا له فخلصه الله فجاء إليه وقال : يا بن رسول الله إنه محا اسمي من الديوان . فقال : كم كان عطاؤك ؟ قال : كذا . فأعطاه لأربعين سنة وقال « عليه السلام » : لو علمت أنك تحتاج إلى أكثر من هذا لأعطيتك . فمات الفرزدق بعد أن مضى أربعون سنة ) ! ونحوه الصراط المستقيم : 2 / 181 . وابن خلكان : 6 / 95 ، وفيه : ( وتنسب إليه مكرمة يرجى له بها الجنة ، وهي أنه لما حج هشام بن عبد الملك في أيام أبيه ، فطاف وجهد أن يصل إلى الحجر ليستلمه فلم يقدر عليه لكثرة الزحام . . . الخ . ) . وينابيع المودة : 3 / 107 ، وفيه : ( وأخرج أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء والطبراني في الكبير ، والحافظ السلفي وغير واحد من أهل السير والتواريخ . . . قال شيخ الحرمين أبو عبد الله القرظي : لو لم يكن لأبي فراس عند الله عز وجل عمل إلا هذا دخل الجنة به لأنها كلمة حق عند سلطان جائر ) . وشرح ديوان الحماسة / 875 ، وثمرات الأوراق / 155 ، عن أبي الفرج ، وفيه : ( فلما طاف بالبيت وبلغ الحجر تنحَّى الناس كلهم إجلالاً له ، فاستلم الحجر وحده ، فغاظ ذلك هشاماً ، وبلغ منه ! فقال رجل من أهل الشام لهشام : من هذا أصلح الله الأمير ؟ قال لا أعرفه وكان عارفاً ولكن خاف من رغبة أهل الشام . . ) . والأغاني : 10 / 378 ، وفيه : ( عن الشعبي قال : حج الفرزدق بعد ما كبر وقد أتت له سبعون سنة ، وكان هشام