5 - شاعر الله ! أبرز ما يُعرف به الإمام زين العابدين « عليه السلام » : تَأَلُّهُهُ وتَعَبُّدُهُ وحُبُّهُ لله تعالى ، حتى سميَ : ( شاعر الله ) وسميت صحيفة أدعيته : ( زبور آل محمد « صلى الله عليه وآله » ) ، مقابل : ( زبور آل داود « عليه السلام » ) الذي أنزله الله عليه ، وكان فيه مناجاة وأدعية ! فالإمام « عليه السلام » متألهٌ . . كل حبه لربه ، وكل فكره وذكره وخشوعه ودموعه ، في يومه وليله ، وحله وترحاله . . وهو مع ربه عز وجل في غاية الأدب ، ينتقي في تصرفاته الحركة والسكون ، لأنه يعيش في محضر ربه عز وجل . وهو شاعر الله . . لربه كل مدائحه وقصائده ، فهو ينتقي للحديث عنه أحسن الكلام . أما حديثه معه فيخصه بأبلغ المعاني وأعلى الكلام ! إلى الآن لم أرَ دراسةً في تألُّه الإمام « عليه السلام » وغيره من المعصومين « عليهم السلام » ، تكشف أبعاد حضور الله تعالى في فكرهم وشعورهم وعملهم ، ونوع جديتهم وصدقهم وعمقهم في تعاملهم مع ربهم عز وجل . ومن أغنى المواد لهذه الدراسة أدعية الإمام زين العابدين « عليه السلام » ، بشفافيتها الخاصة ونسيمها السماوي ! وقد أفاض الرواة السنة والشيعة في وصف ميزات شخصيته وروحيته « عليه السلام » . منها خشوعه في صلاته وأنه : ( كان إذا توضأ للصلاة اصفرَّ لونه فيقول له أهله : ما هذا الذي يغشاك ؟ فيقول : أتدرون من أتأهب للقيام بين يديه ) . ( الإرشاد / 255 ، والمناقب : 3 / 289 ، وتهذيب الكمال : 20 / 382 ، وسير الذهبي : 4 / 386 ، وغالب من ترجم له « عليه السلام » . وفي نهاية ابن كثير : 9 / 123 : ( إذا قام إلى الصلاة ارتعد من الفَرق ، فقيل له في ذلك فقال : ألا تدرون بين يدي مَنْ أقوم ولمن أناجي ؟ ! ) . وفي الكافي : 3 / 300 ، أنه إذا شرع فيها : ( قام كأنه ساق شجرة ، لا يتحرك منه