بني هاشم أكثر من شدته على بني أمية ! حتى أنه هدد من كان منهم في مكة بالحرق إن لم يبايعوه ! وكان بينه وبين ابن عباس سجالات ، منها قول ابن عباس في خطبة له : ( وا عجباً كل العجب لابن الزبير ! يعيب بني هاشم وإنما شَرُفَ هو وأبوه وجده بمصاهرتهم ، أما والله إنه لمسلوبُ قريش ! ومتى كان العوام بن خويلد يطمع في صفية بنت عبد المطلب ؟ ! قيل للبغل : من أبوك يا بغل ؟ فقال : خالي الفَرَس . ثم نزل ) . ( شرح النهج : 20 / 129 ) . وتقدم أنه سجن بني هاشم ومنهم ابن عباس في مكة وهددهم بحرق السجن عليهم إن لم يبايعوه ! وأنه ترك ذكر النبي « صلى الله عليه وآله » كلياً في خطبه وصلاته ! وأجاب من استنكر عليه : ( إن له أُهَيْلَ سوء إذا ذكر استطالوا ومدوا أعناقهم لذكره ) ! ( الصحيح من السيرة : 2 / 153 ، عن العقد الفريد : 4 / 413 ، وأنساب الأشراف : 4 / 28 ، وغيرهما ) . وفي تاريخ اليعقوبي : 2 / 261 : ( وتحامل عبد الله بن الزبير على بني هاشم تحاملاً شديداً ، وأظهر لهم العداوة والبغضاء ، حتى بلغ ذلك منه أن ترك الصلاة على محمد في خطبته ! فقيل له : لم تركت الصلاة على النبي ؟ ! فقال : إن له أهل سوء يشرئبون لذكره ويرفعون رؤوسهم إذا سمعوا به ) . وقال لابن عباس : ( لقد كتمت بغضك وبغض أهل بيتك مذ أربعين سنة ! فقال ابن عباس : ذلك والله أبلغ إلى جاعريتك ! بُغضي والله أضرك وآثمك إذ دعاك إلى ترك الصلاة على النبي « صلى الله عليه وآله » في خطبك ، فإذا عوتبتَ على ذلك قلت إن له أهيل سوء فإذا صليتُ عليه تطاولت أعناقهم وسمت رؤوسهم ! فقال ابن الزبير : أخرج عني فلا تقربني ! قال : أنا أزهد فيك من أن أقربك ولأخرجن عنك خروج من يذمك ويقليك ، فلحق بالطائف فلم يلبث يسيراً حتى توفي ) . ( أنساب الأشراف / 857 ) . ومعنى جاعريتك : أنه لا يشبه خؤولته بني هاشم فهو كجعرور التمر ) .