4 - ابن سيد العرب وسيدة الفرس وجهٌ نَوْرَانِيٌّ هادئْ ، يحمل سماتٍ من نور الله ، وملامح ضاربةٌ في العراقة من أبيه الحسين إلى جده إبراهيم « عليهم السلام » ، ومن أمه شهزنان بنت يزدجرد إلى أعلى أعراق الفرس ، فقد اتفق المحدثون والنسابون على أن أم الإمام « عليه السلام » من ذرية كسرى قال في الكافي : 1 / 467 : ( وكان يقال لعلي بن الحسين « صلى الله عليه وآله » : ابنُ الخِيرتَيْن ، فخِيرة الله من العرب هاشم ، ومن العجم فارس . وروي أن أبا الأسود الدؤلي قال فيه : وإن وليداً بين كسرى وهاشمٍ لأكرمُ من نِيطَتْ عليه التمائمُ ) . ( الكافي : 1 / 467 ، ومناقب آل أبي طالب : 3 / 304 ، ونسبه في الأغاني : 2 / 256 إلى ابن ميادة ) . وفي إعلام الورى : 1 / 480 : ( اسم أمه شاه زنان وقيل شهربانويه ، وكان أمير المؤمنين « عليه السلام » ولَّى حريث بن جابر الحنفي جانباً من المشرق فبعث إليه ببنتي يزدجرد بن شهريار ، فنحل ابنه الحسين « عليه السلام » إحداهما فأولدها زين العابدين « عليه السلام » ونحل الأخرى محمد بن أبي بكر فولدت له القاسم بن محمد بن أبي بكر ، فهما ابنا خالة ) . انتهى . وقد ذكر خؤولته من عائلة كسرى كل من أرخ له « عليه السلام » من السنة والشيعة ! ورووا أن النبي « صلى الله عليه وآله » رغَّب بني هاشم في هذه العراقة العالية فقال : ( يا بني هاشم عليكم بنساء الأعاجم فالتمسوا أولادهن ، فإن في أرحامهن البركة ) . ( مغني ابن قدامة : 7 / 468 ، والكافي : 5 / 474 ) . لكن يواجهك مرض الرواة في التنقيص من أهل البيت « عليهم السلام » ! مرةً بالتشكيك في أصل ذلك ، ومرة بإثباته وجعله نقصاً ! فقد كانت الخؤولة الفارسية عندهم فخراً في زمن تأسيس الفرس للمذاهب