وقال ابن الجوزي في الموضوعات : 2 / 44 : ( هذا حديث موضوع بلا شك ، والمتهم به الغلابي . قال الدارقطني : كان يضع الحديث ) . أقول : إنما ضعفوه واتهموه بالوضع ، لأنه من وجوه علماء الشيعة في البصرة ( معالم العلماء / 152 ، ومعجم رجال الحديث للسيد الخوئي : 17 / 94 ) ، وطبيعي أن تكون بعض أحاديثه ثقيلة عليهم كهذا الحديث ! لكنهم اتقائيون في التضعيف والتصحيح ، فلو أرادوا تصحيح حديث الغلابي لاحتجَّوا بتوثيق إمامهم ابن معين وغيره له . على أن الذهبي ارتكب ما هو أسوأ فدلَّس وصوَّر كأن الحديث محصور بطريق الغلابي ، وتبعه غيره ! وهنا تعرف لماذا لم يجرؤ ابن كثير على تضعيفه فقد رواه عن ابن عساكر بطريق آخر ليس فيه الغلابي ! وطريقه هو : ( الصولي : ثنا العلاء ، ثنا إبراهيم بن بشار ، عن سفيان بن عيينة ، عن أبي الزبير ) . والعلاء هذا هو العلاء بن عبد الله بن الضحاك ، أو محمد بن العلاء السجزي ، اللذين يروي عنهما الصولي . ( بدائع البداية لابن ظافر / 26 ، وديوان المعاني لأبي هلال العسكري / 434 ) . ولهم محاولة أخرى لتخريب الحديث وتسمية النبي « صلى الله عليه وآله » حفيده « عليه السلام » بسيد الساجدين : أنهم وجدوا صوفياً فارسياً يتمنى أن يعيش في سرداب ، عاش بعد الإمام سيد العابدين « عليه السلام » بنصف قرن وأكثر ، فزعموا أن رابعة العدوية الصوفية سمته ( سيد العابدين ) ! ففرحوا بذلك وشكروا لله تعالى ، ورووه في مدحه ! قال كبير حفاظهم أبو نعيم في حلية الأولياء : 6 / 245 : ( قيل لعبد العزيز الراسبي وكانت رابعة تسميه سيد العابدين : ما بقي مما تلذ به ؟ قال : سرداب أخلو به فيه ) . ومثله تماماً الذهبي في تاريخه : 11 / 247 ، وكرره في : 15 / 268 ، وصفة الصفوة : 3 / 379 ، والمنتظم : 8 / 126 ، وتاريخ دمشق : 36 / 334 ، والزهد للبيهقي / 102 , والنجوم الزاهرة : 2 / 15 ، وغيرها . . !