قلت : وأخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فسأل عنه ، ثم حدثته الحديث في أمهات الأولاد عن عمر . فالتفت إلى قبيصة فقال : هذا يكتب به إلى الآفاق . فقلت : لا أجده أخلى منه الساعة ولعلي لا أدخل بعدها فقلت : إن رأى أمير المؤمنين أن يصل رحمي ، وأن يفرض لي فعل قال : إيهاً الآن ! إنهض لشأنك ، فخرجت والله مؤيساً من كل شئ خرجت له ، وأنا يومئذ مُقِلٌّ مُرْمِل ، ثم خرج قبيصة فأقبل علي لائماً لي وقال : ما حملك على ما صنعت من غير أمري ؟ قلت : ظننت والله أني لا أعود إليه ، قال : إئتني في المنزل فمشيت خلف دابته والناس يكلمونه ، حتى دخل منزله فقلما لبث حتى خرج إليَّ خادم بمئة دينار ، وأمر لي ببغلة وغلام وعشرة أثواب ، ثم غدوت إليه من الغد على البغلة ) . ( سير الذهبي : 5 / 331 ) . ثم تطورت أحوال الزهري فصار يأتي إلى الخليفة في الشام فيعطيه المبالغ الكبيرة ، قال في العقد الفريد / 1093 : ( فأعطاني مالاً كثيراً ، قال فاستأذنته في الخروج إلى المدينة فأذن لي ومعي غلام لي ومعي مال كثير في عيبة ففقدت العيبة فاتهمت الغلام فوعدته وتواعدته فلم يقر لي بشئ . قال : فصرعته وقعدت على صدره ووضعت مرفقي على وجهه وغمزته غمزة وأنا لا أريد قتله فمات تحتي وسقط في يدي ! وقدمت المدينة فسألت سعيد بن المسيب وأبا عبد الرحمن وعروة بن الزبير والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله فكلهم قال : لا نعلم لك توبة . فبلغ ذلك علي بن الحسين فقال : عليَّ به ، فأتيته فقصصت عليه القصة فقال : إن لذنبك توبة : صم شهرين متتابعين وأعتق رقبة مؤمنة وأطعم ستين مسكيناً ، ففعلت . ثم خرجت أريد عبد الملك وقد بلغه أني أتلفت المال ، فأقمت ببابه أياماً لا يؤذن لي بالدخول ، فجلست إلى معلم لولده وقد حذق ابنٌ