responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي ( عج ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 378


يعجز عن سد الفاقة من يقدر على هذا الغناء العظيم ؟ فقال الإمام السجاد « عليه السلام » : هكذا قالت قريش للنبي « صلى الله عليه و آله » : كيف يمضي إلى بيت المقدس ويشاهد ما فيه من آثار الأنبياء « عليهم السلام » من مكة ويرجع إليها في ليلة واحدة مَن لا يقدر أن يبلغ من مكة إلى المدينة إلا في اثني عشر يوماً وذلك حين هاجر منها ! ثم قال « عليه السلام » : جهلوا والله أمر الله وأمر أوليائه معه ! إن المراتب الرفيعة لا تنال إلا بالتسليم لله جل ثناؤه وترك الاقتراح عليه والرضا بما يدبرهم به ! إن أولياء الله صبروا على المحن والمكاره صبراً لمَّا يساوهم فيه غيرهم ، فجازاهم الله عز وجل عن ذلك بأن أوجب لهم نجح جميع طلباتهم ، لكنهم مع ذلك لا يريدون منه إلا ما يريده لهم ) !
أقول : يدل ذلك على أن إرادة المعصوم « عليه السلام » في هذا النوع من الأعمال تابعة لإرادة الله تعالى ، وأنه لا يتصرف من نفسه ولا يستعمل ولايته التكوينية بل ينتظر الإذن والأمر من الله تعالى ! فالأصل عنده أن يعمل ويعيش بالأسباب العادية ، إلا إذا أبلغه الله تعالى بهاتف أو إلهام أو أي طريق ، أن يعمل شيئاً آخر أو يدعوه بشئ ! وهذا معنى تفوق النبي وآله « صلى الله عليه و آله » على غيرهم بأنهم لم يقترحوا على ربهم عز وجل شيئاً . وظهوره « عليه السلام » من أهم الأمور التي لا يتقدم فيها أمر الله تعالى .
شبهة أن ظهوره متوقف على امتلاء الدنيا جوراً كما توجد شبهة أخرى تقول : إن ظهوره « عليه السلام » لم يأت أوانه لأنه يكون بعد أن تمتلئ الأرض ظلماً وجوراً ، ومعناه أنه لا يبقى خير في الأرض ولا عدل !
وجوابها : أن امتلاء الأرض جوراً وظلماً أمر عرفي ، وقد امتلأت في عصرنا وقبله ظلماً وجوراً حتى بحارها وأجواؤها ! بل امتلأت من قديم ، لقوله تعالى : ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ . ( الروم : 41 ) وامتلأت من عصر الإمام الصادق « عليه السلام » بشهادته التي رواها عنه

378

نام کتاب : المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي ( عج ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 378
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست