نام کتاب : المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي ( عج ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي جلد : 1 صفحه : 377
في حكمته وتدبيره لعلمه بالمصلحة فيه على التفضيل ، فالقول في الباب الأول مثله على أنه لا معنى لظهور الإمام في وقت يحيط العلم فيه بأن ظهوره منه فساد وأنه لا يؤول إلى إصلاح ، وإنما يكون ذلك حكمة وصواباً إذا كانت عاقبته الصلاح . ولو علم « عليه السلام » أن في ظهوره صلاحاً في الدين مع مقامه في العالم أو هلاكه وهلاك جميع شيعته وأنصاره لما أبقاه طرفة عين ، ولا فتر عن المسارعة إلى مرضاة الله جل اسمه ، لكن الدليل على عصمته كاشف عن معرفته لرد هذه الحال عند ظهوره في هذا الزمان بما قدمناه من ذكر العهد إليه ، ونصب الدلائل والحد والرسم المذكورين له في الأفعال . فقال : لعمري إن هذه الأجوبة على الأصول المقررة لأهل الإمامة مستمرة ، والمنازع فيها بعد تسليم الأصول لا ينال شيئا ولا يظفر بطائل ) . انتهى . أقول : قد يكون جواب المفيد « رحمه الله » مجاراة لذلك الرجل ، أما إن قَصَدَ أن الإمام « عليه السلام » هو الذي يعين وقت ظهوره وأنه ينتظر وجود هؤلاء الأصحاب ، فلا يصح ، لأن الله تعالى يتولى أمره بالكامل ومن أهمه تعيين وقت ظهوره ، وقد نصت على ذلك أحاديث كثيرة ، ومنها أنه « عليه السلام » يؤذن له فيدعو ويبدأ ظهوره . فالأصح الجواب بما رواه الصدوق « رحمه الله » في أماليه / 539 ، وخلاصته : أن رجلاً مهموماً جاء إلى الإمام زين العابدين « عليه السلام » وشكى له فقره وديناً أثقله فلم يكن عند الإمام « عليه السلام » مال لأن الوليد كان صادر أمواله ، فأعطاه قرصيه قوت يومه وأمره أن يذهب إلى السوق ويشتري بهما شيئاً ، فوجد سمكتين غير مرغوبتين فاشتراهما فوجد في جوفها لؤلؤتين ثمينتين : ( وباع الرجل اللؤلؤتين بمال عظيم قضى منه دينه وحسنت بعد ذلك حاله . فقال بعض المخالفين : ما أشد هذا التفاوت ! بينا علي بن الحسين لا يقدر أن يسد منه فاقة إذ أغناه هذا الغناء العظيم كيف يكون هذا وكيف
377
نام کتاب : المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي ( عج ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي جلد : 1 صفحه : 377