نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 668
لتلك الخصلة الذميمة عن نفوسهم . ويمكن أن يكون معنى الكلام أتقولون مات محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وبعد موته ليس لنا زاجر ولا مانع عما نريد ، ولا نخاف أحدا في ترك الانقياد للأوامر وعدم الانزجار عن النواهي ، ويكون الجواب ما يستفاد من حكاية قوله تعالى : ( أفإن مات أو قتل . . . ) لكن لا يكون حينئذ لحديث اعلان الله سبحانه واخباره بموت الرسول مدخل في الجواب إلا بتكلف . ويحتمل أن تكون شبهتهم عدم تجويزهم الموت على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، كما أفصح عنه عمر بن الخطاب حين شك في موته ( صلى الله عليه وآله ) ، فبعد تحقيق موته عرض لهم شك في الايمان ووهن في الأعمال ، فلذلك خذلوها وقعدوا عن نصرتها ، وحينئذ مدخلية حديث الإعلان وما بعده واضح . وعلى التقادير لا يكون قولها ( عليها السلام ) : ( فخطب جليل ) داخلا في الجواب ، ولا مقولا لقول المخاطبين على سبيل الاستفهام التوبيخي ، بل هو كلام مستأنف لبث الحزن والشكوى ، بل يكون الجواب ما بعد قولها ( عليها السلام ) : ( فتلك والله النازلة الكبرى ) . ويحتمل أن يكون مقولا لقولهم ، فيكون حاصل شبهتهم أن موته ( صلى الله عليه وآله ) وهو أعظم الدواهي قد وقع ، فلا يبالي بما وقع بعده من المحظورات ، فلذلك لم ينهضوا بنصرها والانتصاف ممن ظلمها . ولما تضمن ما زعموه كون مماته ( صلى الله عليه وآله ) أعظم المصائب ، سلمته ( عليهما السلام ) أولا في مقام جواب تلك المقدمة لكونه محض الحق ، ثم نبهت ( عليها السلام ) على خطئهم في أنها مستلزمة لقلة المبالاة بما وقع ، والقعود عن نصرة الحق ، وعدم اتباع أوامره بقولها : ( أعلن بها كتاب الله ) إلى آخر الكلام . فيكون حاصل الجواب ان الله قد أعلمكم بها قبل الوقوع ، وأخبركم بأنها سنة ماضية في السلف من أنبيائه ، وحذركم عن الانقلاب على أعقابكم كيلا تتركوا
668
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 668