نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 656
( ( ثم رنت ( عليها السلام ) بطرفها نحو الأنصار وقالت : يا معشر النقيبة ، وأعضاد الملة ، وحضنة الإسلام ، ما هذه الغميزة في حقي ، والسنة عن ظلامتي ؟ أما كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أبي يقول : ( المرء يحفظ في ولده ) سرعان ما أحدثتم ، وعجلان ذا إهالة ، ولكم طاقة بما أحاول ، وقوة على ما أطلب وأزاول ، أتقولون مات محمد ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فخطب جليل استوسع وهيه ، واستنهر فتقه ، وانفتق رتقه ، وأظلمت الأرض لغيبته ، وانكسفت النجوم لمصيبته ، وأكدت الآمال ، وخشعت الجبال ، وأضيع الحريم ، وأزيلت الحرمة عند مماته ، فتلك والله النازلة الكبرى ، والمصيبة العظمى ، لا مثلها نازلة ، ولا بائقة عاجلة ، أعلن بها كتاب الله عز وجل في ممساكم ومصبحكم ، يهتف به في أفنيتكم هتافا ، وصراخا ، وتلاوة ، وإلحانا ، ولقبله ماحل بأنبياء الله ورسله ، حكم فصل وقضاء حتم : ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) [1] . بيان : ( رنى ) إليه يرنو رنوا إذا أدام النظر إليه ، ورجل رناء الذي يديم النظر إلى النساء ، وأرناه غيره يقال : أرناني حسن ما رأيت أي حملني على الرنو ، وفي بعض النسخ رمت من الرمي ، وهو أيضا صحيح من حيث المعنى . و ( الطرف ) بالفتح : العين أو النظر ، ولا يجمع لأنه في الأصل مصدر قولك : طرف البصر يطرف طرفا - من باب ضرب - إذا نظرت أو تحركت ، ومنه حديث