نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 636
قالت ( عليها السلام ) : ( ( هذا والعهد قريب ، والكلم رحيب ، والجرح لما يندمل ، والرسول لما يقبر ، إبتدارا زعمتم خوف الفتنة ( ألا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين ) فهيهات منكم وكيف بكم وأنى تؤفكون ، وكتاب الله بين أظهركم ، أموره ظاهرة ، وأحكامه زاهرة ، وأعلامه باهرة ، وزواجره لائحة ، وأوامره واضحة ، قد خلفتموه وراء ظهوركم ، أرغبة عنه تدبرون ، أم بغيره تحكمون ؟ بئس للظالمين بدلا ، ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) ثم لم تلبثوا الا ريث أن تسكن نفرتها ، ويسلس قيادها ، ثم أخذتم تورون وقدتها ، وتهيجون جمرتها ، وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي ، وإطفاء أنوار الدين الجلي ، وإهماد سنن النبي الصفي ، تسرون حسوا في ارتغاء ، وتمشون لأهله وولده في الخمر والضراء ، ونصبر منكم على مثل حز المدى ، ووخز السنان في الحشا ) ) . قولها ( عليها السلام ) : ( هذا ) أي خذوا هذا الذي ذكرت وتدبروا فيه ، أو اذكروا هذا الذي فعلتم ، أو أنكم فعلتم هذا ونحو ذلك والحال ان العهد قريب ، ويسمى هذا في نحو هذا المقام بفصل الخطاب . و ( العهد ) بمعنى الوصية والتقديم لذكر شئ ، وبمعنى اللقاء وغير ذلك مما مرت إليه الإشارة سابقا في شرح قولها ( عليها السلام ) : ( وعهد قدمه إليكم ) ويقال : عهدي به قريب أي لقائي إياه ، والمقصود انكم فعلتم هذه الأمور ، وارتكبتم بما ارتكبتم من المحذور ، والحال ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قريب العهد بكم لم يمض مدة مديدة بينه وبينكم . و ( الكلم ) بفتح الكاف من قولهم : كلمته كلما - من باب قتل - أي جرحته ، ومن باب ضرب لغة أيضا ، ثم أطلق المصدر اسما على الجرح ويجمع على كلوم وكلام ،
636
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 636