نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 627
ابن مسعود : ( إن الرجل يتكلم بالكلمة في الرفاهية من سخط الله ترديه أبعد ما بين السماء والأرض ) [1] أي ينطق بكلمة على حسبان أن سخط الله لا يلحقه إن نطق بها ، فهو في الرفاهية من سخط الله على حسبانه ، وربما أوقعته في مهلكة عظيمة عند الله . و ( العيش ) الحياة وقد عاش الرجل معاشا ومعيشا ، وكل واحد منهما يصلح أن يكون مصدرا وأن يكون اسما ، مثل معاب ومعيب ، وممال ومميل ، وأعاشه الله عيشة راضية ، ويقال في معيش : معيشة أيضا ، والجمع معايش بلا همزة إذا جمعتها على الأصل أي المعيش ، وتقديره مفعل والياء أصلية متحركة فلا تنقلب في الجمع همزة ، وكذلك مكاييل ومباييع ونحوها ، وإن جمعتها على الفرع همزت وشبهت مفعلة بفعيلة كما همزت المصائب لأن الياء ساكنة . ومن النحويين من يرى الهمز لحنا ، ومنهم من يرى عدم الهمز لحنا بناء على أن الياء أو الواو إذا وقعت بعد ألف زائدة قلبت همزة قاعدة مطردة كما في كساء ورداء ، فتأمل . والتعيش تكلف أسباب المعيشة ، وقد تطلق المعيشة والعيش على الاشتغال بأسباب العيش والتنعم بمقدماته ، وعلى مكسب الإنسان الذي يعيش به . و ( وادعون ) خبر قولها ( عليها السلام ) : ( وأنتم ) والجار متعلق به من الدعة ، وهي على ما ذكره الجوهري [2] السعة والخفض ، تقول منه ودع الرجل - بضم الدال وفتحها - وداعة - بالفتح - ودعة فهو وديع أي ساكن ، رابط الجأش ، غير مضطرب الحال ، ووادع أيضا ويقال : نال فلان المكارم وادعا من غير كلفة ، ولعل قولهم يدع بمعنى يذر مأخوذ من ذلك أيضا ، فإن السكون يستلزم الترك . ومنه الوديعة بمعنى الأمانة المتروكة عند الغير ، ويدع بهذا المعنى قيل لا ماضي له أي لم يستعمل له ماض ، وإنما يستعمل بدل ماضيه ترك لا ودع ، ولذا