نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 598
( صلى الله عليه وآله ) . ومن كلام علي ( عليه السلام ) في نهج البلاغة في عثمان : فلما انتكث عليه فتله ، وأجهز عليه عمله فما راعني إلا والناس إلي كعرف الضبع ينثالون علي من كل جانب [1] . قال الشيخ ميثم : كنى ( عليه السلام ) بانتكاث فتله عن انتقاض الأمور عليه ، وما كان يبرمه من الآراء دون الصحابة ، واستعار لفظ الإجهاز لفتله وكذلك لفظ الكبو الذي حقيقة في سقوط الحيوان على رأسه ، لفساد أمره بعد استمراره كالكبو بعد استمرار الفرس في العدو ، وكنى ببطنته عن توسعه في بيت المال ، والإنثيال تتابع الشيء يتلو بعضه بعضا كعرف الضبع [2] . وقرئ ينكت - بالتاء المثناة - من نكت الأرض بقضيب ونحوه حتى أثر فيها ، ومنه النكتة للأمر الدقيق لتأثيره في القلب ، ونكت المطر الأرض أي أثر فيها ، ويقال أيضا طعنه بالرمح فنكته أي ألقاه على رأسه . و ( الهام ) بتخفيف الميم وكذا الهامة هو الرأس وقيل أعلى الرأس ، وقد يستعار على الإشراف . والمراد من نكت الهام تجديل الرؤوس والقائها على الأرض ، فيكون كناية عن قتل رؤساء المشركين وقمعهم وإذلالهم ، أو المراد ضرب رؤوسهم بالسيوف مطلقا في مقام الجهاد ، وقيل : أريد به إلقاء الأصنام على رؤوسها ، وهو بعيد سيما بملاحظة ما بعده . وفي بعض النسخ ( ينكس الهام ) بالسين ، وفي الكشف وغيره ( يجذ الأصنام ) من قولهم : جذذت الشيء أي كسرته ، ومنه قوله تعالى : ( فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون ) [3] . و ( الإنهزام ) انفعال من الهزم ، يقال : هزمت الجيش هزما وهزيمة فانهزموا ،
[1] نهج البلاغة ، الخطبة : 3 . [2] شرح النهج لابن ميثم 1 : 263 ، وفي مجمع البحرين / نكث . [3] الأنبياء : 58 .
598
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 598