نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 583
والملاعنة المباهلة ومنه اللعان ، وهو في اللغة الطرد والبعد ، فإن أحدهما لابد أن يكون كاذبا فيلحقه الاسم ، وشرعا المباهلة بين الزوجين في إزالة حد ، أو نفي ولد بلفظ مخصوص ، وفي الحديث : ( اتقوا الملاعن الثلاث ) [1] جمع ملعنة ، وهي الفعلة التي يلعن بها فاعلها كأنها مظنة اللعن ومحل له ، وهو أن يتغوط الإنسان على قارعة الطريق ، أو ظل الشجرة ، أو جانب النهر ، فإذا مر بها الناس لعنوا فاعلها . وجاء اللعن بمعنى السب أيضا ، وهو متفرع من المعنى الأول ، والمراد من اللعنة في الفقرة الشريفة لعنة الله أو لعنة القاذف والمقذوف ، والأول أظهر لقوله تعالى : ( لعنوا في الدنيا والآخرة ) [2] . و ( السرقة ) ككلمة ويجري فيها اللغات الجارية في الكلمة : مصدرا واسم مصدر من قولك سرقته أو سرقت منه مالا من باب ضرب سرقا - بالتحريك - ، يتعدى إلى الأول بنفسه وبالحرف على الزيادة . وسرق السمع واسترقه بمعنى سمعه مستخفيا مجاز لتشبيهه بما يفعله السارق ، وسرقه - بالتضعيف - أي نسبه إلى السرقة ، وقرئ قوله تعالى : ( إن ابنك سرق ) [3] بصيغة الفاعل والمفعول أي معلوما ومجهولا . و ( الإيجاب ) الإثبات ، وقد مرت الإشارة إلى معنى هذه المادة والمراد هنا السببية . و ( العفة ) بكسر العين وتشديد الفاء من قولهم : عف الشيء يعف عفة أي كف عنه كالتعفف ، والمراد هنا الكف عن الحرام وعما يكره مطلقا كالسؤال ونحوه ، وأعفه : كفه .