نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 578
المرجح للشرب قائما عليه في النهار ، ولعل الوجه ان أصل الشرب قائما أفضل ، لكن لو شرب في الليل قائما فربما كان فيه عقرب أو غيره مما يسقط فيه في الليل من السوام ، فربما يشربه فيؤدي إلى ضرره واهلاكه ، فإذا قعد يرى غالبا بنور السراج وغيره الماء فيرى ما سقط فيه ، وهذا من باب الحكمة لا العلة . و ( الخمر ) هو المسكر المعروف المائع المأخوذ من ماء العنب ، قال ابن الأعرابي : سميت الخمر خمرا لأنها تركت فاختمرت واختمارها تغير ريحها ، وقيل : سميت بذلك لمخامرتها العقل [1] ، وقيل : أصل الخمر بمعنى الستر وسمى الخمر خمرا لسترها العقل ، ومنه الخمار - بالكسر - للمقنعة لسترها رأس المرأة . والخمار بقية السكر ، ويقال : ما عند فلان خل ولا خمر أي خير ولا شر ، والخمير : الدائم الشرب ، والخمار : بياع الخمر ، والخمرة - بالضم - ما يجعل فيه الخمر ، وأخمرت الشيء : أضمرته ، وخمر عني فلان - من باب قتل - إذا توارى ، وخمرت الإناء تخميرا أي غطيته . وبالجملة فالخمر على قول هو المخصوص بالعصير العنبي ، واما المسكر المعمول من غيره فيقال له النقيع في الزبيب والبتع - بتقديم الباء المكسورة - في العسل ، والجعة - بالكسر - في الشعير ، والمزر - بتقديم الزاء مع كسر الميم - في الحنطة ، والنبيذ في التمر ، والفضيخ في البسر ، إلى غير ذلك من الأسماء المخصوصة . واشتهر بينهم أن الخمر هو كل شراب مسكر مطلقا ولا يختص بعصير العنب ، وعن القاموس : إن العموم أصح لأنها حرمت وما في المدينة يومئذ خمر عنبي ، وما كان شرابهم إلا من التمر أو البسر [2] . وفي الرواية عن الصادق ( عليه السلام ) انه قال : قال رسول الله
[1] راجع لسان العرب 4 : 211 / خمر . [2] القاموس المحيط : 495 / الخمر .
578
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 578