وعلم أهل المدينة بوقعة الجمل من يومها من البصرة قبل أن تغرب الشمس ، وذلك لمّا كانت تمرّ النسور حول المدينة يرى معها من أعضاء القتلى من يد ورجل وعضد وغير ذلك فيتساقط منها ، ووجد كفّ فيه خاتم نقش عبد الرحمن بن عتّاب . وعلم مَن بين مكة والمدينة لمثل ذلك لما يتساقط من النسور عليهم من أعضاء بني آدم [1] . وذكر نقلة الأخبار وأصحاب التواريخ أنّ عدّة من قُتل من أهل الجمل ستة عشر ألفاً وسبعمائة وتسعون رجلا ، وكانت [2] جملتهم ثلاثين ألفاً ، فأتى القتل على أكثر من نصفهم ، وأنّ عدّة من قتل من أصحاب عليّ ( عليه السلام ) ألفاً وسبعون رجلا وكانت عدّتهم عشرين ألفاً ، وقيل غير ذلك ، والله أعلم [3] .
[1] تقدّمت تخريجاته . [2] في ( ج ) : كان . [3] ذكر الطبري في تاريخه : 3 / 543 عن محمّد وطلحة قالا : كان قتلى الجمل حول الجمل عشرة آلاف نصفهم من أصحاب عليّ ونصفهم من أصحاب عائشة ، من الأزد ألفان ، ومن سائر اليمن خمسمائة ، ومن مضر ألفان ، وخمسمائة من قيس ، وخمسمائة من تميم ، وألف من بني ضبّة ، وخمسمائة من بكر بن وائل ، وقيل : قُتل من أهل البصرة ، في المعركة الأولى خمسة آلاف ، وقُتل من أهل البصرة في المعركة الثانية خمسة آلاف ، فذلك عشرة آلاف قتيل من أهل البصرة ، ومن أهل الكوفة خمسة آلاف . قالا : وقُتل من بني عدي يومئذ سبعون شيخاً كلّهم قد قرأ القرآن سوى الشباب ومن لم يقرأ القرآن ، وقالت عائشة : ما زلت أرجو النصر حتّى خفيت أصوات بني عدي . وقال ابن أعثم في تاريخه : قُتل من جيش عليّ ألف وسبعمائة ومن أصحاب الجمل تسعة آلاف . وقال ابن عبد ربه في العقد الفريد : 2 / 280 ط القديم : قُتل يوم الجمل من جيش عائشة عشرون ألفاً ومن أصحاب عليّ خمسمائة . وفي تاريخ اليعقوبي : قُتل في ذلك نيف وثلاثون ألفاً . وورد في كشف اليقين : 156 أنه قتل من جند الجمل 16 الفاً و 690 وكانوا 30 ألفاً ، وقُتل من أصحاب عليّ 1070 وقيل : 1900 وكانوا 20 ألفاً . ( انظر شرح النهج لابن أبي الحديد : 6 / 215 ، الإرشاد : 131 ، وتذكرة الخواصّ : 66 ) . وانظر الطبري : 5 / 225 ، والعقد الفريد : 4 / 226 ط لجنة التأليف ، ابن أعثم واليعقوبي عند ذكرهما الجمل من تأريخهما ، أنساب الأشراف للبلاذري : 2 / 228 ، أُسد الغابة لابن الأثير : 2 / 38 و 114 و 178 ، و : 4 / 46 و 100 ، و : 5 / 143 و 146 و 286 ، شرح النهج لابن أبي الحديد : 2 / 481 ط بيروت أُفست ، مروج الذهب للمسعودي : 2 / 358 - 360 ، الإصابة لابن حجر : 1 / 248 و 501 ، و : 2 / 395 ، تاريخ الإسلام للذهبي : 2 / 149 ، الطبقات الكبرى لابن سعد : 6 / 221 . وقد قتل من أصحاب الإمام عليّ ( عليه السلام ) يوم الجمل : زيد بن صوحان العبدي الّذي شهد له النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) بالجنة . كما جاء في أنساب الأشراف : 2 / 244 وأُسد الغابة : 2 / 233 ، ومروج الذهب : 2 / 369 . واستشهد أيضاً سيحان بن صوحان العبدي وهند بن أبي هالة ربيب الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أُمّه خديجة وقيل : إنّ عدد الصحابة الّذين شهدوا لجمل مع عليّ ( عليه السلام ) من المدينة 4000 ومن الأنصار 800 ، ومن أهل بدر 130 ، ومن أهل بيعة الرضوان 700 . ( انظر المصادر السابقة ) .