عائشة : من أنت يا هذا ؟ لم لاَ تنتسب ؟ فقال : أنا ابن أُختك ، قالت : عبد الله ؟ ! واثكل ] أسماء ، فجاءه الأشتر ( رض ) وهو آخذ بالخطام فاقتتلا قتالا شديداً فضربه الأشتر ( رض ) على رأسه فجرحه جراحة خفيفه ثمّ اعتنق كلّ واحد منهما بصاحبه وسقطا على الأرض ، فقال ابن الزبير : اقتلوني ومالكاً [1] ، فلم يعرفوا مالكاً مَن هو [2] ، ولو عرفه أصحاب ابن الزبير لقتلوه . ثمّ إنهما افترقا [3] فجاء الأشتر يقول : لقيت في ذلك اليوم جماعة من الأبطال فما
[1] في ( ب ، د ) : واقتلوا مالكاً معي . [2] في ( أ ) : منه . [3] روى هذه القصة كلّ من الطبري في تاريخه : 1 / 3199 - 3200 ، و : 5 / 204 و 210 و 211 ، والواقدي برواية شرح النهج لابن أبي الحديد : 1 / 87 في شرح الخطبة " كنتم جند المرأة " وابن الأثير : 3 / 99 ، والعقد الفريد : 4 / 326 ط لجنة التأليف ، وتاريخ ابن أعثم ، ومروج الذهب . لكن صاحب العقد الفريد ينقل عن ابن الزبير أنه قال : ثمّ جرّ برجلي - يعنى الأشتر - فألقاني بالخندق ، وقال : لولا قربك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما اجتمع فيك عضو إلى آخر . وقيل إن القائل : اقتلوني ومالكاً هو عبد الرحمن بن عتّاب بن أسيد ، وهذا ما صرّح به مالك عند ما سأله علقمة كما في رواية الطبري . وفي رواية أُخرى للطبري أيضاً : فجرح ابن الزبير فألقى نفسه في الجرحى فاستخرج فبرأ . وهذا ثالث الرؤوس يسقط من جيش الجمل . وانظر الإمامة والسياسة لابن قتيبة : 1 / 96 وانظر الهامش رقم 1 و 2 في نفس الصفحة وقارن بينهما لتجد التحريف والتزوير وانقلاب الأمر وكأن لم يكن اعتراف ابن الزبير على نفسه كما ذكرنا قبل قليل بأنه هو الخائف والمضطرب وعفو مالك الأشتر عنه وإلقاء نفسه مع الجرحى بل العكس كما ذكر ابن قتيبة في ص 96 : فانفلت الأشتر منه أو كما ذكر الأستاذ شري في الهامش رقم 2 : وما زال يضطرب في يدي عبد الله حتّى أفلت . قارن ذلك ، وإن عشت أراك الدهر عجباً . لاَ نريد أن ندافع عن مالك الأشتر ( رحمه الله ) بل نقول للطبري وابن قتيبة والأستاذ عليّ شري وغيرهم : ماذا تقولون لابنّ أعثم في الفتوح : 1 / 485 عندما يذكر أنّ الأشتر عندما سمع كعب بن سور الأزدي يرتجز ويقول أبياتاً مطلعها : يا معشر الناس عليكم أُمكم * فإنّها صلاتكم وصومكم ثمّ قال في الهامش 3 من نفس الصفحة : فحمل عليه الأشتر فقتله ، وخرج من بعده غلام من الأزد يقال له وائل بن كثير فجعل يتلو ويقول شعراً ، فبرز إليه الأشتر مجيباً له وهو يقول شعراً ، ثمّ حمل عليه الأشتر فقتله ، وخرج من بعده عمرو بن خنفر من أصحاب الجمل وهو يقول شعراً ، ثمّ حمل عليه الأشتر فقتله ، وخرج من بعده عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد بن أبي العاص بن أُمية فجعل يلعب بسيفه بين يدي عائشة ، وهو يقول شعراً . قال : فبدر إليه الأشتر مجيباً له ، ثمّ حمل عليه فضربه ضربة رمى بيمينه فسقط لما به ، وثناه الأشتر بضربة أُخرى فقتله ، ثمّ جال في ميدان الحرب وهو يقول شعراً ، ثمّ رجع الأشتر إلى موقفه . وذكر ابن أعثم في الفتوح أيضاً في : 1 / 488 : وجعل الأشتر يجول في ميدان الحرب وينادي بأعلى صوته : يا أنصار الجمل من يبارزني منكم ؟ قال : فبرز إليه عبد الله بن الزبير وهو يقول : إلى أين يا عدوّ الله ؟ فأنا أُبارزك ! قال : فحمل عليه الأشتر فطعنه طعنة صرعه عن فرسه ، ثمّ بادر وقعد على صدره قال : فجعل عبد الله بن الزبير ينادي من تحت الأشتر في يومه ذلك : اقتلوني ومالكاً . قال : وكان الأشتر في يومه صائماً وقد طوى من قبل ذلك بيومين فأدركه الضعف ، فأفلت عبد الله من يده وهو يظنّ أنه غير ناج منه . فكيف يوجّه كلام هؤلاء الّذين طعنوا في الأشتر وهم يعرفونه كيف يقف بين الجمعين وهو يزأر كالأسد عند فريسته - كما ذكر ذلك ابن أعثم في الفتوح أيضاً : 1 / 482 - .