بذلك فسرّ به وأُعجب [1] . وأشرف القوم على الصلح وكره ذلك من كرهه ورضيه من رضيه ، وأقبلت وفود
[1] ذكر ذلك الطبري في تاريخه : 3 / 503 مع اختلاف يسير في اللفظ ، ولا ندري من أين جاء الطبري بالقعقاع والّذي صوّره من رؤساء أهل الكوفة الّذين التحقوا بالإمام عليّ وأنه ( عليه السلام ) دعاه وأرسله إلى أهل البصرة وقال له : الق هذين الرجلين يا ابن الحنظلية . . . فلمّا ذهب القعقاع إليهم وكلّمهم قبلت أُمّ المؤمنين ووافق طلحة والزبير ، وقالوا له : أحسنت وأصبت وأشرف القوم على الصلح . . . هذا ممّا جاء به الطبري أيضاً في تاريخه : 1 / 3156 - 3158 ط أوروبا ، ومن الطبري أخذ ابن الأثير : 3 / 170 - 217 ، وابن كثير : 7 / 167 - 246 ، وابن خلدون في : 2 / 425 ، وروضة الصفا : 2 / 270 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : 1 / 161 . وأمّا الطبري فقد ذكر أيضاً في : 1 / 198 عن غير طريق سيف أنّ أمير المؤمنين علياً بعث هاشم بن عتبة إلى الكوفة ومعه كتاب إلى أبي موسى ليشخص الناس إلى عليّ ، فلمّا أبى من ذلك بعث ابنه الحسن وعمّار بن ياسر وعزل أبا موسى . . . وذكر في نزول عليّ البصرة أنهم أقاموا ثلاثة أيام لم يكن بينهم قتال ، يرسل إليهم عليّ ويكلّمهم ويردعهم . . . وانظر أيضاً شرح النهج لابن أبي الحديد : 3 / 122 ، والإمامة والسياسة : 65 وتاريخ ابن أعثم : 173 والطبعة الثانية حيدرآباد الدكن : 2 / 300 . بالإضافة إلى هذا فإنّ الطبري لم يذكر المراسلات والمحاججات والكتب الّتي دارت بينهما في الأيام الثلاثة وإنّما ذكر بعضها ابن أعثم وابن قتيبة . هذا مع العلم أنّ الإمام عليّ أرسل ابن عباس إلى الزبير خاصّة . . . وهو الّذي رجع إلى الإمام وقال له : فعلمت أنّه ليس وراء هذا الكلام إلاّ الحرب ، فرجعت إلى عليّ فأخبرته . ( انظر العقد الفريد : 4 / 314 ، تهذيب ابن عساكر : 5 / 363 ط بيروت ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : 1 / 171 ، و : 2 / 169 تحقيق محمّد أبو الفضل ، الأخبار الطوال : 1 / 195 ) . وروى ابن أعثم في تاريخه : 174 الطبعة الحجرية ، وكذلك الطبعة الثانية الهند حيدرآباد الدكن : 2 / 304 ، والمفيد في الجمل : 158 ارسال عبد الله بن عباس وزيد بن صوحان إلى عائشة وما دار بينهما من خطابات . ونستنتج من هذا وذاك أن الّذي بعثه الإمام عليّ ( عليه السلام ) سفيراً للإصلاح هو ابن عباس وابن صوحان وليس كما يدعي الطبري أنّ البطل في السفارة هو القعقاع . ومن شاء أن ينظر إلى كتاب عبد الله بن سبأ : 136 - 152 المدخل ليعرف أكثر عن حياة القعقاع وبطولاته في حروب الردّة وفتوح الشام والقادسية و 17 من نفس الكتاب ليرى ترجمته عند العلماء أو ينظر كتاب خمسون ومائة صحابي مختلق : 1 / 95 - 187 مطبعة صدر قم ط 6 .