ثمّ إنّ علياً ( رضي الله عنه ) كتب إلى أهل الكوفة وسَيّرَ كتابه مع محمّد بن أبي بكر [1] ،
[1] محمد بن أبي بكر وأُمّه أسماء بنت عميس الخثعمية تزوجها أبو بكر بعد استشهاد جعفر بن أبي طالب فولدت له محمّداً في حجّة الوداع بطريق مكة . ثمّ نشأ في حجر عليّ بعد أبيه وشهد معه حرب الجمل وكان على الرجّالة وشهد معه صفّين ، ثمّ ولاّه مصر فدخلها في 15 شهر رمضان ( 37 ه ) . فجهّز معاوية جيشاً بقيادة عمرو بن العاص لفتح مصر فتغلّب عمرو عليه سنة ( 38 ه ) وقتله معاوية بن خديج صبراً ، ثمّ أدخلوا جسده في بطن حمار ميت وأحرقوه ، وعندما بلغ ذلك عائشة بكت بكاءً شديداً . وهي الّتي خاطبت أُمّ حبيبة أُخت معاوية بن أبي سفيان عندما عملت الأخيرة شوت كبشاً وبعثت به إلى عائشة تشفّياً بقتل محمّد بطلب دم عثمان ، فقالت عائشة : قاتل الله ابنة العاهرة ، والله لاَ أكلت شواءً أبداً ، ثمّ ضمّت عياله إليها ، ورعت حقّه ولم تنسه مدى الحياة ، وهو القائل لها بعد أن انتهت معركة الجمل وأدخل رأسه إليها ، قالت : من أنت ويلك ؟ قال : أبغض أهلك إليك ، قالت : ابن الخثعمية ؟ قال : نعم ، قالت : الحمد لله الّذي عافاك . . . انظر تذكرة خواصّ الأُمة : 114 ط النجف ، التمهيد والبيان : 209 ، الأغاني : 21 / 9 ، الاشتقاق : 371 ، الطبري وابن الأثير وابن كثير في ذكر حوادث سنة ( 36 ه ) ، الإصابة حرف الميم : 3 ق 2 / 451 ، الاستيعاب : 3 / 328 ، الفتوح لأبن أعثم : 1 / 472 وما بعدها ، الإمامة والسياسة لابن قتيبة : 1 / 55 وما بعدها ، تهذيب الكمال : 24 / 541 الرقم 5097 ، شرح النهج لابن أبي الحديد : 3 / 190 .