النساء وقَود العسكر [1] . وزعمت أنكِ مطالبة بدم عثمان ، وعثمان من بني أُمية وأنتِ امرأة من بني تيم بن مرّة ، لعمري إنّ الّذي أخرَجَكِ لهذا الأمر وحملَكِ عليه لأعظم ذنباً إليك من كلّ أحد ، فاتقِ الله يا عائشة وارجعي إلى منزلك واسبلي عليك سترك ، والسلام [2] . فرجع الجواب : يا بن أبي طالب ، جلّ الأمر عن العتاب [3] وضاق الوقت عن الجواب [4] .
[1] في ( ج ، د ) : الجيوش . [2] يذكر سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ : 69 ب 4 في ذكر خلافة الإمام عليّ ( عليه السلام ) : أنّ علياً لمّا قارب البصرة كتب إلى طلحة والزبير وعائشة ومن معهم كتاباً لتركيب الحجّة عليهم . ويظهر من ذلك أنه كتاب واحد وليس كما يظنّ المصنف أنه كتاب ثان إلى عائشة مخصوص بها . ولكن ابن أعثم في الفتوح : 1 / 468 يعنونه بكتاب عليّ إلى عائشة ، قال : ثمّ كتب إلى عائشة : أمّا بعد ، فإنك قد خرجت من بيتك عاصية لله تعالى ولرسوله محمّد ( صلى الله عليه وآله ) تطلبين امراً كان عنك موضوعاً ، ثمّ تزعمين انك تريدين الاصلاح بين المسلمين فأخبريني ما للنساء وقود العساكر والاصلاح بين الناس . . . إلى آخر الكتاب مع اختلاف يسير في اللفظ . ويظهر من هذا أنه كتاب ثان بدليل كلمة " ثمّ كتب " والّتي تدلّ على التراخي عند بعض أهل اللغة . وأمّا ابن قتيبة في الإمامة والسياسة : 1 / 90 فقد عنونه أيضاً بعنوان كتاب عليّ إلى عائشة ولكنه ختم الكتاب بقوله ( عليه السلام ) : وارجعي إلى بيتكِ ، دون ذكر : واسبلي عليك سترك ، والسلام . [3] في ( أ ) : العناد . [4] ثمّ تراءى الجمعان وقرب كلّ من الآخر ورأى عليّ ( رض ) نصبهم أُولئك على قتاله ، فجمع أصحابه ثمّ قال لهم : أيها الناس إني كاتبت هؤلاء القوم كيما يرجعوا فلم يفعلوا ولم يستجيبوا وإني لعلى بينة من ربي من النصر والظفر إن شاء الله تعالى في أمري ألا وإنّ الموت لاَ يفوت ولا يعجزه الهارب ومن لم يُقتل مات ، ألا وإنّ أفضل الموت القتل في سبيل الله . ذكرت بعض المصادر التاريخية أنه لم يرد الجواب ، أي فما أجابوه بشيء كما يقول ابن أعثم في الفتوح : 1 / 468 ويقصد بذلك طلحة والزبير كما صرّح هو بذلك ، ولكنهم بعثوا إليه برسالة أن يا أبا الحسن ، قد سرت مسيراً له ما بعده ، ولست براجع ، وفي نفسك منه حاجة ، ولست راضياً دون أن ندخل في طاعتك ، ونحن لاَ ندخل في طاعتك أبداً ، واقض ما أنت قاض ، والسلام . قال : فأنشأ حبيب بن يساف الأنصاري يقول أبياتاً مطلعها : أبا حسن أيقظت من كان نائماً * وكلّ ما يدعي إلى الحقّ يسمع ويقول فيها : على نقضها من بعد ما شدّ عقدها * فقصراهم فيها فضائح أربع خروج بأُم المؤمنين وغدرهم * وعيب علينا تلك في الحق أشنع وذكرهم قتل ابن عفان خدعة * هم قتلوه والمخادع يُخدع تعود علينا بيعة هاشمية * وعودهما فيما يكيدان خروع قال : ثمّ وثب عبد الله بن الزبير فقال : أيّها الناس : إنّ عليّ بن أبي طالب هو الّذي قتل الخليفة عثمان بن عفان . . . وأمّا ابن قتيبة في الإمامة والسياسة فيذكر ذلك في : 1 / 90 حيث قال : فأجابه طلحة والزبير . . . وأمّا في جمهرة رسائل العرب : 1 / 379 ، والفتوح لابن أعثم : 2 / 301 ط حيدرآباد ففيهما : فأجابت عائشة : يا ابن أبي طالب ، جلّ الأمر عن العتاب ، ولن ندخل في طاعتك أبداً ، فاقض ما أنت قاض ، والسلام . وابن قتيبة في : 1 / 91 يقول : وكتبت عائشة : جلّ الأمر عن العتاب ، والسلام . ومن أراد التفصيل فليراجع كتاب الجمل لأبي مخنف لوط بن يحيى ، وابن أبي الحديد في شرح النهج : 2 / 497 أو في شرح خطبته ( عليه السلام ) " فخرجوا يجرّون حرمة رسول الله " في ج 9 .