منهما نساءً أيمى وأُخريات ثكلى . ذكر حَمَلة [1] الأخبار وأصحاب المقالات من أهل التاريخ : أنّ البيعة [2] لمّا عقدت لعليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) بملأ من المهاجرين والأنصار وذلك بعد أن أقامت المدينة خمسة أيام بعد قتل عثمان [3] وأميرها الغافقي ابن حرب العكي [4] مقدم المصريّين الّذين قصدوا عثمان بالمدينة ، وأصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يتردّدون [5] إلى عليّ ( عليه السلام ) لأجل المبايعة ويقولون له : لابدّ للناس من إمام [6] ، وهو يقول : لاَ حاجة لي في
[1] في ( ب ، د ) : نقلة . [2] سبق وأن تقدّم تعريف البيعة لغةً واصطلاحاً . [3] اتفقت الروايات على أنّ عثمان ترك ثلاثاً لم يُدفن حتّى توسّط عليٌّ في ذلك . وروى الطبري : 5 / 143 - 144 إنّهم كلّموا علياً في دفنه وطلبوا إليه أن يأذن لأهله ذلك ، ففعل وأذن لهم عليٌّ ، فلما سُمِعَ بذلك قعدوا له في الطريق بالحجارة ، وخرج به ناس يسير من أهله وهم يريدون به حائطاً بالمدينة يقال له حشّ كوكب كانت اليهود تدفن فيه موتاهم ، فلمّا خرج به على الناس رجموا سريره وهمّوا بطرحه ، فبلغ ذلك عليّاً ، فأرسل إليهم يعزم عليهم ليكفّن عنه ففعلوا - إلى أن قال : - ودفن عثمان بين المغرب والعتمة ، ولم يشهد جنازته إلاّ مروان بن الحكم وثلاثة من مواليه وابنته الخامسة ، فناحت ابنته ورفعت صوتها تندبه ، وأخذ الناس الحجارة فقالوا : نعثل ، نعثل وكادت ترجم . . . الحديث . وانظر الكامل لابن الأثير : 3 / 76 ، وتاريخ ابن أعثم : 159 ، والرياض النضرة : 2 / 131 - 132 . وقيل : بايعوا علياً بعد مضي ثمانية أيام من قتل عثمان ، ورجع إلى المسلمين أمرهم وانحلّوا من كلّ بيعة سابقة توثقهم فتهافتوا على عليّ بن أبي طالب يطلبون يده للبيعة . انظر تاريخ الطبري : 5 / 152 و 153 ، و : 1 / 306 ط أُوروپا ، وكنز العمّال : 3 / 161 ح 2471 ، وتاريخ الفتوح لابن أعثم : 160 . وقيل : كان بين قتل عثمان وبيعة عليّ سبعة أيّام ، وقيل : انّه بويع بعد أربعة أيّام من قتل عثمان ، وقيل : بعد خمسة أيّام ، وقيل بعد ثلاثة أيّام . انظر الكامل في التاريخ : 3 / 190 ، تاريخ الطبري : 3 / 450 . [4] قال حسن إبراهيم حسن في كتابه تاريخ الاسلام : 1 / 363 ط 7 دار الأندلس بيروت ما نصّه : وقد قتله - يعنى عثمان - الغافقي بحديدة كانت معه . وورد في تاريخ الطبري : 3 / 454 قال : بقيت المدينة بعد قتل عثمان خمسة أيام وأميرها الغافقي ابن حرب يلتمسون من يجيبهم إلى القيام بالأمر . [5] وفي رواية البلاذري في أنساب الأشراف : 5 / 70 ، والحاكم في المستدرك : 3 / 14 : وجاء الناس كلّهم يهرعون إلى عليّ ، أصحاب النبيّ وغيرهم . [6] الطبري : 5 / 152 ، كنز العمّال : 3 / 161 .