responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصول المهمة في معرفة الأئمة نویسنده : علي بن محمد أحمد المالكي ( ابن الصباغ )    جلد : 1  صفحه : 245


وروى الإمام أبو الحسن الواحدي في كتابه المسمّى ب‌ " أسباب النزول " يرفعه بسنده إلى أبي سعيد الخدري ( رض ) [1] قال : نزلت هذه الآية ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) [2] يوم غدير خمٍّ في عليّ بن أبي طالب . وقوله : " بغدير خُمّ هو



[1] رمز ( رض ) لا توجد في المصدر بل أثبتناه من ( ج ) .
[2] المائدة : 67 ، ونزلت هذه الآية يوم 18 من ذي الحجّة سنة 10 من الهجرة في حجّة الوداع في رجوع النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) من مكة إلى المدينة في مكان يقال له غدير خمّ . فأمر الله نبيه ( صلى الله عليه وآله ) أن ينصب علياً إماماً وخليفةً من بعده . انظر أسباب النزول للإمام الواحدي : 150 الطبعة الأُولى و 115 ط الحلبي أخرجه من طريقين معتبرين عن عطية عن أبي سعيد الخدري . قال : أخبرنا أبو سعيد محمّد بن عليّ الصفّار قال : أخبرنا الحسن بن أحمد المخلدي قال : أخبرنا محمّد بن حمدون بن خالد قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم الخلوتي قال : حدّثنا الحسن بن حمّاد سجّادة قال : حدّثنا عليّ بن عابس ، عن الأعمش ، وأبي حجاب الجحّاف ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : نزلت هذه الآية ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) يوم غدير خمّ في عليّ بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) . وانظر شواهد التنزيل : 1 / 250 تحقيق الشيخ المحمودي ح 244 ، وذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق ترجمة الإمام عليّ ( عليه السلام ) عن أبي سعيد الخدري في : 2 / 86 / 586 و 85 ح 588 الطبعة الثانية ، والدرّ المنثور للسيوطي : 2 / 298 ، وفتح القدير للشوكاني : 2 / 57 ، ومطالب السؤول : 16 ط طهران ، و : 1 / 44 ط النجف ، وتفسير النيسابوري : 6 / 170 ، وتفسير روح المعاني للآلوسي : 2 / 348 ، وينابيع المودّة : 120 ، ودلائل الصدق : 2 / 51 . أمّا ما روي عن طريق عبد الله بن أبي أوفى فقد ذكره صاحب شواهد التنزيل : 1 / 252 ح 247 . وروي عن ابن عباس أيضاً في شواهد التنزيل : 1 / 251 و 257 ح 245 و 249 و 250 و 189 الطبعة الأُولى بيروت . وانظر دلائل الصدق : 2 / 51 ، ينابيع المودّة : 120 ط إسلامبول ، الأربعين لجمال الدين الشيرازي كما في الغدير : 1 / 222 ، كشف الغمّة : 1 / 311 ، تفسير الرازي : 3 / 636 الطبعة الأُولى ، الطرائف لابن طاووس : 1 / 121 ، تفسير الثعلبي مخطوط ، أمالي المحاملي كما في الغدير : 1 / 51 ، ما نزل من القرآن في عليّ لعبد الرحمن بن أحمد الفارسي الشيرازي كما في الغدير : 1 / 216 . ورواه عن الحبري السيّد المسترشد بالله يحيى بن الموفق بالله من ترتيب أماليه : 145 / 53 ، ورواه الطبرسي في مجمع البيان : 3 / 223 ، ورواه صاحب شواهد التنزيل عن جابر بن عبد الله الأنصاري : 1 / 255 ح 249 و 192 الطبعة الأُولى . وروى عن البرّاء بن عازب في مودّة القربى ، وتفسير النيسابوري : 6 / 170 ، وتفسير عبد الوهاب النجاري عند تفسير آية المودّة ، ينابيع المودّة : 249 ، دلائل الصدق : 2 / 51 . وروى نزول الآية أبو هريرة كما ورد في شواهد التنزيل : 1 / 249 / 244 ، وفرائد السمطين : 1 / 158 / 120 الطبعة الأُولى بيروت ، ينابيع المودّة : 120 . وروى نزولها عن زيد بن أرقم في كتاب الولاية في طرق حديث الغدير للطبري كما جاء في الغدير : 1 / 214 وكذلك عن ابن مسعود كما ورد في الدرّ المنثور للسيوطي : 2 / 298 ، كشف الغمّة : 1 / 319 ، مفتاح النجا للبدخشي ( مخطوط ) ، روح المعاني للآلوسي : 2 / 348 ، دلائل الصدق : 2 / 51 . وروى نزولها عن الإمام محمّد الباقر ( عليه السلام ) الثعلبي في الكشف والبيان كما في الغدير : 1 / 217 ، الخصائص العلوية لأبي فتح النطنزي كما في الغدير أيضاً : 1 / 219 ، تفسير الرازي : 3 / 636 الطبعة الأُولى ، عمدة القاري في شرح صحيح البخاري للعيني الحنفي : 8 / 584 ، ينابيع المودّة : 120 ، دلائل الصدق : 2 / 51 ، وروى نزولها عطية العوفي كما ورد في كتاب ما نزل من القرآن في عليّ لأبي نعيم الأصبهاني كما جاء في الغدير : 1 / 218 ، والخصائص العلوية لأبي فتح النطنزي ، ودلائل الصدق : 2 / 51 . ومن شاء فليراجع المصادر التالية والّتي تذكر سبب نزول الآية بالإضافة إلى ما ذكرناه سابقاً ، لأنّ الشيعة مجمعة على أن الآية نزلت في 18 ذي الحجّة يوم الخميس بعد مضي خمس ساعات من النهار ، وممّا يشهد لذلك فإنّ الصلاة كانت قائمة والزكاة مفروضة والصوم مشروعاً والبيت محجوجاً والحلال والحرام بيّناً والشريعة متسقة ، وأيّ أمر يخشاه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعد هذا إلاّ الخلافة على الرغم من أنّ البخاري يقول إنها نزلت يوم عرفة . ولكن أهل البيت أدرى بما في البيت من غيرهم . تاريخ دمشق لابن عساكر : 2 / 86 / 586 ط بيروت ، فتح البيان في مقاصد القرآن للسيد صدّيق حسن خان : 3 / 63 ط القاهرة ، و : 3 / 89 ط بولاق ، شواهد التنزيل : 1 / 187 / 243 - 250 الطبعة الأُولى بيروت . وراجع أيضاً تفسير المنار لمحمد عبدة : 6 / 463 ، روح المعاني للآلوسي : 2 / 348 ، كتاب النشر والطي ، وفي إحقاق الحقّ : 6 / 347 ، المناقب لعبد الله الشافعي : 105 و 106 مخطوط ، أرجح المطالب : 66 - 69 و 566 و 567 و 570 ، أسباب النزول للواحدي : 115 ط الحلبي بمصر و 150 ط الهندية بمصر ، الدرّ المنثور في تفسير القرآن : 2 / 298 بيروت ، فتح القدير : 2 / 60 الطبعة الثانية ط الحلبي و 57 الطبعة الأُولى ، تفسير الفخر الرازي : 12 / 50 ط مصر ، و : 3 / 636 ط دار العامرة بمصر ، مطالب السؤول : 1 / 44 ط دار الكتب النجف و 16 ط طهران . صحيح البخاري : 8 / 584 ، فرائد السمطين : 1 / 158 الطبعة الأُولى بيروت ح 120 ، الفصل لابن حزم : 1 / 220 أُفست على ط مصر ، الملل والنحل للشهرستاني : 1 / 63 ، ينابيع المودّة : 120 و 249 ط إسلامبول و 140 و 297 ط الحيدرية . وراجع تفسير الآية الكريمة في تفسير الطبري ، إحقاق الحقّ : 2 / 419 ، الدرّ المنثور : 2 / 298 عن أبي حاتم الحنظلي الرازي ، كنز العمّال : 11 / 609 / 32946 ، تاريخ الخلفاء : 169 ، شمس الأخبار للقرشي : 38 ، نزل الأبرار : 52 ، الحاكم في المستدرك : 3 / 110 ، أحمد في مسنده : 1 / 84 ، والشيرازي عبد الرحمن بن أحمد الفارسي أخرجه عن ابن عباس في كتابه ما نزل من القرآن في عليّ ، وابن مردوية الإصبهاني أخرجه عن أبي سعيد الخدري ، والثعلبي ، وأبو نعيم الإصفهاني ، والسجستاني ، والحاكم الحسكاني ، وابن عساكر ، والنطنزي ، والفخر الرازي ، وابن طلحة الشافعي . وروى نزول الآية عزّ الدين الرسعني الحنبلي ، وأبو إسحاق الخراساني الجويني ، والسيّد عليّ بن شهاب الهمداني ، والعلاّمة العيني الحنفي ، والنيسابوري في غرائب القرآن ورغائب الفرقان : 7 / 194 بهامش تفسير الطبري ، والميبُدي شارح ديوان أمير المؤمنين : 415 ، والسيوطي في كتابة الدرّ المنثور : 2 / 298 . والسيّد عبد الوهاب محمّد بن أحمد الحسيني البخاري ، وجمال الدين عطاء الله بن فضل الله الحسيني الشيرازي . وذكر سبب نزول الآية محمّد محبوب العالم في تفسيره الشاهي ، والبدخشاني في كتابه مفتاح النجا في مناقب آل العبا ، وكتاب نزل الأبرار ، والشوكاني في فتح القدير : 2 / 60 ، والآلوسي في تفسيره روح المعاني : 6 / 192 ، والقندوزي الحنفي ، والشيخ محمّد عبده في المنار : 6 / 463 . والطبراني في معجمه : 5 / 167 ، والحاكم في المستدرك : 3 / 109 و 149 و 151 ، وأحمد بن حنبل في المسند : 4 / 372 ، و : 5 / 182 / 21068 ، والنسائي في الخصائص العلوية : 21 ، وشرف الدين الموسوي في المراجعات : 56 / 184 و 185 و 58 / 194 و 196 . وذكر سبب النزول أيضاً السيّد محمّد بن محمّد الموسوي الحائري البحراني في كتابه خلفاء الرسول : 123 و 125 و 127 والسيّد أمير محمّد الكاظمي القزويني في كتابه نقض الصواعق : 135 الطبعة الثانية ، وفرائد السمطين : 1 / 312 و 158 ح 120 الفصل الأوّل باب 58 عن التابعي سُليم بن قيس الهلالي ، غاية المرام : 334 ب 37 ح 2 . الغدير عهدٌ إلهي أجمع المؤرّخون وأهل السِير أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خرج في السنة العاشرة من الهجرة للحجّ ، ودعا المسلمين عموماً إلى ذلك فاستجاب لدعوته المسلمون ، وقد اختُلف في عددهم ، فمنهم من قال : 90 ألفاً ، ومنهم من قال : 114 ألفاً ، ومنهم من قال : 120 ألفاً ، ومنهم من قال : 124 ألفاً ، وقيل : أكثر من ذلك . وهي الحجّة الّتي يطلق عليها حجّة الوداع لأنّها الحجّة الوحيدة الّتي حجّها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكذلك تسمّى بحجّة البلاغ نسبة إلى قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) وتسمّى أيضاً بحجّة التمام والكمال طبقاً لقوله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى ) . خرج من المدينة يوم السبت لخمس ليال أو ستّ بقين من ذي القعدة ، وقد خرج معه نساؤه جميعاً في هوادج وسار معه أهل بيته ( عليهم السلام ) وأغلب المهاجرين والأنصار ، بالإضافة إلى الّذين جاؤوا من اليمن مع الإمام عليّ ( عليه السلام ) وأبي موسى الأشعري ، وأثناء خروجه من المدينة أُصيب الناس بوباء الجدري أو الحصبة ممّا تسبب في منع الكثير من الذهاب إلى الحجّ معه ( صلى الله عليه وآله ) ورغم ذلك فقد حجّ معه ( صلى الله عليه وآله ) ذلك العدد المشار إليه سابقاً . أصبح ( صلى الله عليه وآله ) يوم الأحد بيلملم ، ثمّ راح فتعشّى بشرف السيالة ، وصلّى المغرب والعشاء ، ثمّ صلّى الظهر بعرق الظبية ، ثمّ نزل الروحاء ، ثمّ سار فصلّى العصر بالمنصرف ، وصلّى المغرب والعشاء بالمتعشّى ، وصلّى الصبح بالإثابة ، وأصبح يوم الثلاثاء بالعرج ، واحتجم بلحى جمل - عقبة الجحفة - ونزل السقياء يوم الأربعاء ، وأصبح بالأبواء وصلّى هناك ، ثمّ راح ونزل يوم الجمعة بالجحفة ، ومنها إلى قديد وسبّت فيه ، وكان يوم الأحد بعسفان . ثمّ سار فلمّا كان بالغميم اعترض المشاة فصفّوا صفوفاً فشكوا إليه المشي ، فقال : استعينوا بالنسلان - وهو المشي السريع دون العدو - ففعلوا فوجدوا لذلك راحة ، وكان يوم الاثنين بمرّ الظهران فلم يبرح حتّى أمسى وغربت له الشمس بسرف فلم يصلّ المغرب حتّى دخل مكّة ، ولمّا انتهى إلى الاثنين بات بينهما فدخل مكة نهار الثلاثاء . انظر المصادر التالية : تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي : 30 ، السيرة الحلبية : 3 / 257 ، السيرة النبوية لزين دحلان بهامش السيرة الحلبية : 3 / 3 ، الغدير للعلاّمة الأميني : 1 / 9 ، الطبقات الكبرى لابن سعد : 3 / 225 ، إمتاع المقريزي : 510 ، إرشاد الساري : 6 / 429 ، تاريخ الخلفاء لابن الجوزي : 4 / 18 ، دائرة المعارف لفريد وجدي : 3 / 542 ، مجمع الزوائد : 9 / 156 ، ثمار القلوب : 511 ، أسباب النزول للواحدي : 135 الدرّ المنثور : 2 / 298 ، فتح القدير : 2 / 57 ، تفسير النيسابوري : 6 / 194 . ولمّا صدر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع ( انظر مجمع الزوائد : 9 / 105 و 163 - 165 وانظر أيضاً المصادر السابقة ) نزلت عليه في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة ( انظر الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل : 1 / 192 - 193 ) آية ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) فنزل بغدير خمّ من الجحفة ( راجع مجمع الزوائد : 9 / 163 - 165 البداية والنهاية لابن كثير : 209 - 213 ( وخمّ : واد بين مكة والمدينة عند الجحفة ) . عنده خطب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهذا الوادي موصوف بكثرة الوخامة ( انظر ربيع الأبرار للزمخشري : 1 / 84 ط بغداد ) . وقيل خمّ موضع تصبّ فيه عين . وقيل هو بئر من الميشب ، حفرها مرّة بن كعب وهو على بعد 3 أميال من الجحفة وقيل على بعد ميل ، وهي الّتي عناها الشاعر : وقالت بالغدير غدير خمّ * أُخَيَّ إلى متى هذا الركوب ( انظر مراصد الاطلاع : 1 / 482 ، وسفينة البحار : 2 / 309 ) وكان يتشعّب منها طريق المدينة ، ومصر ، والشام ( انظر معجم البلدان : مادة الجحفة ) ووقف هناك حتّى لحقه من بعده وردّ من كان تقدّم ( انظر البداية والنهاية لابن كثير : 213 ) ونهى أصحابه عن سمرات متفرّقات بالبطحاء أن ينزلوا تحتهنّ ، ثمّ بعث إليهنّ فقُمَّ ما تحتهنّ من الشوك ( مجمع الزوائد : 9 / 105 ومعنى السمر : نوع من الشجر ، وقُمّ - من باب مدّ أي كنسه ونظّفه . وانظر المصادر السابقة ، والبداية والنهاية لابن كثير : 209 ) ونادى بالصلاة جامعة ( انظر مسند أحمد : 4 / 281 ، سنن ابن ماجة باب فضائل عليّ ، تاريخ ابن كثير : 209 و 210 ) ، وعمد إليهنّ ( مجمع الزوائد : 9 / 163 و 165 ) وظلّل لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بثوب على شجرة سمرة من الشمس ( مسند أحمد : 4 / 372 ، البداية والنهاية لابن كثير : 5 / 212 ) ، فصلّى الظهر بهجير ( مسند أحمد : 4 / 281 وانظر المصادر السابقة ) . ثمّ قام خطيباً ، فحمد الله وأُثنى عليه ، وذكر ووعظ وقال ما شاء الله أن يقول ، ثمّ قال : إنّي أُوشك ان أُدعى فأُجيب ، وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنّك بلّغت ونصحت فجزاك الله خيراً ، قال : أليس تشهدون أن لاَ إله إلاّ الله وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّ الجنّة حقّ ، وأنّ النار حقّ ؟ قالوا : بلى نشهد ذلك . قال : اللّهمّ اشهد . ثمّ قال : ألا تسمعون ؟ قالوا : نعم ، قال : يا أيّها الناس إني فرط وأنتم واردون عليَّ الحوض وإنّ عرضه ما بين بُصرى إلى صنعاء ( كانت بصرى اسماً لقرية بالقرب من دمشق ، وأُخرى بالقرب من بغداد ) فيه عدد النجوم قدحان من فضّة ، وإني سائلكم عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما . فنادى مناد : وما الثقلان يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله ، طرف بيد الله وطرف بأيديكم ، فاستمسكوا به ، لاَ تضلّوا ولا تبدّلوا ، وعترتي أهل بيتي وقد نبّأني اللّطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، سألت ذلك لهما ربّي ، فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهما فهم أعلم منكم . ( مجمع الزوائد : 9 / 162 و 163 و 165 ، الحاكم في المستدرك : 3 / 109 ، ابن كثير في البداية والنهاية : 5 / 209 ) . ثمّ قال : ألستم تعلمون أنّى أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ( مسند أحمد : 1 / 118 و 119 ، و : 4 / 281 ، سنن ابن ماجة : 1 / 43 / 116 ابن كثير في البداية والنهاية : 5 / 209 ) . قال : " ألستم تعلمون - أو تشهدون - أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ( راجع المصادر السابقة ومسند أحمد : 4 / 281 و 368 و 370 و 372 البداية والنهاية لابن كثير : 5 / 212 ) . ثمّ أخذ بيد عليّ بن أبي طالب بضبعيه فرفعها ، حتّى نظر الناس إلى بياض إبطيهما ( انظر الحاكم الحسكاني : 1 / 190 وفيه : فرفع يديه حتّى يرى بياض إبطيه ، وفي 193 : حتّى بان بياض إبطيهما . وجاء في لسان العرب مادة " ضبع " بسكون الباء : وسط العضد بلحمه ) . ثمّ قال : أيّها الناس ، الله مولاي وأنا مولاكم ( تقدمت تخريجاته وراجع الحاكم في شواهد التنزيل : 15 / 191 البداية والنهاية لابن كثير : 5 / 209 وورد فيها " وأنا مولى كلّ مؤمن " ، فمن كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه ، اللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ( تقدّمت تخريجاته ) وانصر من نصره واخذل من خذله . انظر المصادر التالية : تاريخ ابن عساكر : 2 / 13 / 508 و 513 - 516 و 523 و 544 و 562 و 569 الطبعة الأُولى بيروت ، ينابيع المودّة : 249 ط إسلامبول : 297 ط الحيدرية ، كفاية الطالب : 63 ط الحيدرية : 17 ط الغري ، المناقب للخوارزمي : 80 و 94 و 130 ، نظم درر السمطين : 112 ، كنز العمّال : 6 / 403 الطبعة الأُولى ، و : 15 / 115 / 332 و 402 الطبعة الثانية ، أنساب الأشراف للبلاذري : 2 / 112 ، شواهد التنزيل : 1 / 157 / 211 و 192 / 250 . وانظر أيضاً مجمع الزوائد : 9 / 105 ، منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد : 5 / 32 ، شرح النهج لابن أبي الحديد : 1 / 209 و 289 الطبعة الأُولى بمصر ، و : 2 / 289 ، و : 3 / 208 ط مصر تحقيق محمّد أبو الفضل ، إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار : 151 ط السعيدية : 137 ط العثمانية ، خصائص أمير المؤمنين للنسائي : 96 ط الحيدرية : 26 و 27 ط مصر ، الملل والنحل للشهرستاني : 1 / 163 ، بيروت ) وأحبّ من أحبّه ، وأبغض من أبغضه ( تقدّمت تخريجاته ) وراجع أيضاً مسند أحمد : 1 / 118 و 119 ، و : 4 / 281 و 370 و 372 و 373 ، و : 5 / 347 و 370 ، مستدرك الحاكم : 3 / 109 ، سنن ابن ماجة باب فضائل عليّ . وراجع شواهد التنزيل : 1 / 190 و 191 ، البداية والنهاية لابن كثير : 5 / 209 و 210 و 213 وفيه " قلت لزيد : هل سمعته من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فقال : ما كان في الدوحات أحد إلاّ رآه بعينه وسمعه بأُذنه . ثمّ قال ابن كثير : قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي : وهذا حديث صحيح " . ثمّ قال : اللّهمّ اشهد ( راجع المصادر السابقة ) ، ثمّ لم يتفرّقا - رسول الله وعليّ - حتّى نزلت هذه الآية ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِْسْلَمَ دِينًا ) : المائدة : 3 . وانظر المصادر التالية الّتي تحدّد زمن نزول هذه الآية في 18 من ذي الحجّة في مكان يقال له غدير خم : تاريخ دمشق لابن عساكر ترجمة الإمام عليّ ( عليه السلام ) : 2 / 75 / 575 - 577 و 585 الطبعة الأُولى بيروت ، البداية والنهاية لابن كثير : 5 / 213 ، و : 7 / 349 ط القاهرة ، روح المعاني للآلوسي : 6 / 55 ، و : 2 / 249 ط المنيرية ، شواهد التنزيل : 1 / 157 / 211 - 215 و 250 الطبعة الأُولى بيروت ، مناقب الإمام عليّ ( عليه السلام ) لابن المغازلي : 19 / 24 الطبعة الأُولى طهران ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 35 ، الغدير للعلاّمة الأميني : 1 / 230 ، تفسير ابن كثير : 2 / 14 الطبعة الأُولى بمصر ، و : 3 / 281 ط بولاق . وراجع أيضاً مقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 47 ط مطبعة الزهراء ، تاريخ بغداد : 8 / 290 ط السعادة بمصر ، الدرّ المنثور : 2 / 259 الطبعة الأُولى بمصر ، الإتقان للسيوطي : 1 / 31 ، و : 1 / 52 ط المشهد الحسيني بمصر ، المناقب للخوارزمي : 80 ط الحيدرية ، تذكرة الخواصّ : 30 وص 18 ط آخر ، ينابيع المودّة : 115 ، و : 1 / 347 ، و : 3 / 365 ط أُسوة ، تحقيق السيّد عليّ جمال أشرف ، فرائد السمطين : 1 / 72 و 74 و 315 الطبعة الأُولى بيروت ، كشف الغمّة : 95 ، العمدة : 52 . وانظر كذلك الخصائص العلوية لأبي الفتح النطنزي عن أبي سعيد الخدري وجابر الأنصاري وعن الإمامين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) ، الطبري صاحب التفسير المشهور روى بإسناده عن زيد في كتابه الولاية ، الحافظ أبو نعيم في كتابه ما نزل من القرآن في عليّ ، توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل كما ورد في الغدير : 1 / 235 مجمع البيان : 2 / 200 ط مؤسّسة التاريخ العربي بيروت ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 23 ط دار الأضواء . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ، ورضا الربّ برسالتي ، والولاية لعلي ، رواه الحاكم الحسكاني عن أبي سعيد الخدري : 1 / 157 و 158 / 211 و 212 وعن أبي هريرة : 158 / 213 ، و البداية والنهاية لابن كثير : 5 / 214 ) . ولسنا بصدد بيان حقيقة حديث الغدير لأنه من أوضح الواضحات ، ولكن نشير بشكل إجمالي كما أشرنا سابقاً إلى سنده وتواتره وصحّته . فطرق حديث الغدير متعدّدة ، فما رواه أحمد بن حنبل من 40 طريقاً ، وابن جرير الطبري من 72 طريقاً ، والجزري من 80 طريقاً ، وابن عقدة من 105 طرق ، وأبو سعيد السجستاني من 120 طريقاً ، وأبو بكر الجعابي من 125 طريقاً ، ومحمّد اليمني : 150 طريقاً ، وأبو العلاء العطّار الهمداني من 250 طريقاً ، ومسعود السجستاني يروى الحديث ب‌ 1300 إسناد وقال عبد الله الشافعي في كتابه المناقب . إنّ هذا الخبر - حديث الغدير - قد تجاوز حدّ التواتر فلا يوجد خبر قطّ نقل من طرق كهذه الطرق . ( انظر الغدير : 1 / 14 و 158 وإحقاق الحقّ : 6 / 290 ، المراجعات تحقيق حسين الراضي : 319 ) . واعترف بتواترة كلّ من جلال الدين السيوطي الشافعي في الفوائد المتكاثرة في الأخبار المتواترة ، وفي الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة ، ونقل كلام السيوطي العلاّمة المناوي في التيسير في شرح الجامع الصغير : 2 / 442 ، والعلاّمة العزيزي في شرح الجامع الصغير : 2 / 360 ، والملاّ عليّ القاري في المرقاة شرح المشكاة : 5 / 568 ، وجمال الدين الشيرازي في كتابه الأربعين ، وصاحب عبقات الأنوار : 6 / 123 ، والمناوي في التيسير في شرح الجامع الصغير : 2 / 442 ، والميرزا مخدوم في النواقض على الروافض كما جاء في العبقات : 6 / 121 ، ومحمّد بن إسماعيل اليماني في كتابه الروضة الندية كما جاء في إحقاق الحقّ : 6 / 294 ، وخلاصة العبقات : 6 / 121 ومحمّد صدر عالم في كتاب معارج العُلى في مناقب المرتضى كما جاء في عبقات الأنوار : 6 / 127 . وقال بتواتره أيضاً عبد الله الشافعي في كتابه الأربعين ، والشيخ ضياء الدين المقبلي في كتاب الأبحاث المسدّدة في الفنون المتعدّدة كما جاء في خلاصة عبقات الأنوار : 6 / 125 ، وابن كثير في البداية والنهاية : 5 / 213 ، والحافظ ابن الجزري في أسنى المطالب : 48 . ومن أراد المزيد فليراجع إحقاق الحقّ : 2 / 423 ، وعبقات الأنوار لمير حامد حسين النيشابوري الهندي ، مجلّدات حديث الغدير ، والغدير للعلاّمة الأميني ، والترمذي في صحيحة : 2 / 298 قال : حديثٌ حسَن صحيح ، والطحاوي في مشكل الآثار : 2 / 308 قال : صحيح الاسناد ولا طعن لأحد في رواته ، وابن عبد البرّ في الاستيعاب : 2 / 273 ، والحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين : 3 / 109 ، وابن حجر العسقلاني في فتح الباري : 7 / 61 وابن حجر المكي في الصواعق : 25 قال : إنه حديث صحيح لامرية فيه . أمّا رواة الحديث من الصحابة فهم كالتالي حسب الحروف الأبجدية : أبو هريرة الدوسي ( ت 57 / 58 / 59 ه‌ ) وهو ابن ثمان وسبعين عاماً ، أبو ليلى الأنصاري يقال : إنّه قُتل بصفين سنة ( 37 ه‌ ) ، أبو زينب بن عوف الأنصاري ، أبو فضالة الأنصاري من أهل بدر قُتل بصفين مع الإمام عليّ ( عليه السلام ) ، أبو قدامة الأنصاري أحد المستنشدين يوم الرحبة ، أبو عمرة بن عمرو بن محصن الأنصاري ، أبو الهيثم بن التيهان قُتل بصفين سنة ( 37 ه‌ ) ، أبو رافع القبطي مولى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أبو ذويب خويلد ( أو خالد ) بن خالد بن محرث الهزلي الشاعر الجاهلي الاسلامي المتوفى في خلافة عثمان ، أبو بكر بن أبي قحافة التميمي المتوفى ( 13 ه‌ ) ، أُسامة بن زيد بن حارثة الكلبي ( ت 54 ه‌ ) وهو ابن 75 عاماً ، أُبيّ بن كعب الأنصاري الخزرجي سيّد القرّاء المتوفى سنة ( 30 / 32 ه‌ ) ، أسعد بن زرارة الأنصاري . أسماء بنت عُميس الخثعمية ، أُم سلمة زوج الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، أُم هاني بنت أبي طالب ، أبو حمزة أنس بن مالك الأنصاري الخزرجي خادم النبي ( صلى الله عليه وآله ) ( ت 93 ه‌ ) ، البراء بن عازب الأنصاري الأوسي نزيل الكوفة ( ت 72 ه‌ ) ، بريدة بن الحصيب أبو سهل الأسلمي ( ت 63 ه‌ ) ، أبو سعيد ثابت بن وديعة الأنصاري المدني ، جابر بن سمرة بن جنادة أبو سليمان السوائي نزيل الكوفة ( ت بعد 70 و قيل 74 ه‌ ) ، جابر بن عبد الله الأنصاري ( ت بالمدينة 73 / 74 / 78 ه‌ ) وهو ابن 94 عاماً ، جبلة بن عمرو الأنصاري ، جبير بن مطعم بن عدي القرشي النوفلي ( ت 57 / 58 / 59 ه‌ ) ، جرير بن عبد الله بن جابر البجلي ( ت 51 / 54 ه‌ ) ، أبو ذرّ جندب بن جنادة الغفاري ( ت 31 ه‌ ) ، أبو جنيدة جندب بن عمرو بن مازن الأنصاري . حَبّة بن جوين أبو قدامة العرني البجلي ( ت 76 / 79 ه‌ ) ، حبشي بن جنادة السلولي نزيل الكوفة ، حبيب بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، حذيفة بن أسيد أبو سريحة الغفاري من أصحاب الشجرة ( ت 40 / 42 ه‌ ) ، حذيفة بن اليمان اليماني ( ت 36 ه‌ ) ، حسان بن ثابت أحد شعراء الغدير ، الإمام الحسن بن عليّ ( عليه السلام ) ، الإمام الحسين بن عليّ ( عليه السلام ) أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري استشهد غازياً بالروم سنة ( 50 / 51 / 52 ه‌ ) ، أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي ( ت 21 / 22 ه‌ ) ، خزيمة بن ثابت الأنصاري ذو الشهادتين المقتول بصفين مع عليّ ( عليه السلام ) سنة 37 ه‌ ، أبو شريح خويلد بن عمرو الخزاعي نزيل المدينة ( ت 68 ه‌ ) ، رفاعة بن عبد المنذر الأنصاري ، زبير بن العوّام القرشي المقتول سنة ( 36 ه‌ ) ، زيد بن أرقم الأنصاري الخزرجي ( ت 66 / 68 ه‌ ) . أبو سعيد زيد بن ثابت ( ت 45 / 48 وقيل بعد 50 ه‌ ) ، وزيد ( يزيد ) بن شراحبيل الأنصاري ، زيد بن عبد الله الأنصاري ، أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص ( ت 54 / 55 / 56 / 58 ه‌ ) ، سعد بن جنادة العوفي والد عطية العوفي ، سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي ( ت 14 / 15 أحد النقباء الاثني عشر ) ، أبو سعيد سعد بن مالك الأنصاري الخدري ( ت 63 / 75 / 74 ه‌ ) ، سعيد بن زيد القرشي العدوي ( ت 50 / 51 ه‌ ) سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري ، أبو عبد الله سلمان الفارسي ( ت 36 / 37 ه‌ ) . أبو مسلم سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلمي ( ت 74 ه‌ ) ، أبو سليمان سمرة بن جندب الفزاري ( ت بالبصرة 58 / 59 / 60 ه‌ ) ، سهل بن حنيف الأنصاري الأوسي ( ت 38 ه‌ ) ، أبو العباس سهل بن سعد الأنصاري الخزرجي الساعدي ( ت 91 ه‌ ) عن 100 سنة ، أبو أُمامة الصدي بن عجلان الباهلي نزيل الشام ( ت 86 ه‌ ) ، ضميرة الأسدي ، طلحة بن عبيد الله التميمي المقتول يوم الجمل سنة ( 36 ه‌ ) وهو ابن 63 سنة ، عامر بن عمير النمري ، عامر بن ليلى بن حمزة ، عامر بن ليلى الغفاري ، أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي ( ت 100 / 102 / 108 / 110 ه‌ ) . عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة زوج الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، عباس بن عبد المطّلب بن هاشم عمّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) ( ت 32 ه‌ ) ، عبد الرحمن بن عبد ربّ الأنصاري ، أبو محمّد عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري ( ت 31 / 32 ه‌ ) ، عبد الرحمن بن يعمر الديلمي نزيل الكوفة ، عبد الله بن أبي عبد الأسدي المخزومي ، عبد الله بن بديل بن ورقاعة سيد خزاعة المقتول بصفين مع عليّ ( عليه السلام ) . عبد الله بن بشر ( بسر ) المازني ، عبد الله بن ثابت الأنصاري ، عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي ( ت 80 ) عبد الله بن حنطب القرشي المخزومي ، عبد الله بن ربيعة ، عبد الله بن عباس ( ت 68 ه‌ ) ، عبد الله بن أبي أوفى علقمة الأسلمي ( ت 86 / 87 ه‌ ) ، أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطّاب العدوي ( ت 72 / 73 ه‌ ) ، أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود ( ت 32 / 33 ه‌ ) ، عبد الله بن باميل ( يامين ) عثمان بن عفان ( ت 35 ه‌ ) ، عبيد بن عازب الأنصاري أخو البرّاء بن عازب ، أبو طريف عدي بن حاتم ( ت 68 ه‌ ) وهو ابن 100 سنة ، عطية بن بسر المازني ، عقبة بن عامر الجهني ولّي أمر مصر لمعاوية ثلاث سنين مات في قرب الستين . أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) استشهد سنة ( 40 ه‌ ) ، أبو اليقظان عمّار بن ياسر العنسي الشهيد بصفين ( 37 ه‌ ) ، عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي ربيب النبي ( صلى الله عليه وآله ) أُمه أُم سلمة زوج النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ( ت 83 ه‌ ) ، عمر بن الخطّاب المقتول سنة ( 23 ه‌ ) ، عمارة الخزرجي الأنصاري المقتول يوم اليمامة ، أبو نجيد عمران بن حصين الخزاعي ( ت 52 ه‌ ) بالبصرة ، عمرو بن الحمق الخزاعي المستشهد ( 50 ه‌ ) ، عمرو بن شراحبيل ، عمرو بن العاص ، عمرو بن مرة الجهني أبو طلحة أو أبو مريم ، الصدّيقة فاطمة بنت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فاطمة بنت حمزة بن عبد المطّلب ، قيس بن ثابت شماس الأنصاري ، قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي ، أبو محمّد كعب بن عجزة الأنصاري المدني ( ت 51 ه‌ ) ، أبو سليمان مالك بن الحويرث الليثي ( ت 74 ه‌ ) ، المقدام بن عمرو الكندي الزهري ( ت 33 ه‌ ) وهو ابن 70 سنة . ناجية بن عمرو الخزاعي ، أبو برزة فضلة بن عتبة الأسلمي ( ت بخراسان سنة 65 ه‌ ) ، نعمان بن عجلان الأنصاري ، هاشم المرقال بن عتبة بن أبي وقاص المدني المقتول بصفين مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ( 37 ه‌ ) ، أبو وسمة وحشي بن حرب الحبشي الحمصي ، وهب بن حمزة ، أبو جحيفة وهب بن عبد الله السوائي ، وهب الخير ( ت 74 ه‌ ) ، أبو مرازم يعلى بن مرة بن وهب الثقفي . انظر رواياتهم وحياتهم في كتاب الغدير : 1 / 14 - 60 ط دار الكتب الاسلامية . وذكر ابن طاووس في كتاب الطرائف عن ابن عقدة في كتاب الولاية زيادة على ذلك عثمان بن حنيف الأنصاري ، رفاعة بن رافع الأنصاري ، أبو الحمراء خادم النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، جندب بن سفيان العقلي البجلي ، أُمامة بن زيد بن حارثة الكلبي ، عبد الرحمن بن مدلج . وإذا أردت المزيد فانظر المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 25 و 26 ط قم . أمّا رواة حديث الغدير فهم : أبو راشد الحبراني الشامي ، أبو سلمة عبد الله ( إسماعيل ) بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني ( ت 94 ه‌ ) ، أبو سليمان المؤذن ، أبو صالح السمّان ذكوان ( ت 101 ه‌ ) ، أبو عنفوانه المازني ، أبو عبد الرحيم الكندي ، الأصبغ بن نُباتة التميمي الكوفي ، أبو ليلى الكندي ، أياس بن نذير ، جميل بن عمارة ، حارثة بن نصر ، حبيب بن أبي ثابت الأسدي الكوفي ، الحارث بن مالك ، الحسين بن مالك الحويرث ، الحكم بن عتيبة الكوفي الكندي ( ت 114 - 115 ه‌ ) ، حميد بن عمارة الخزرجي الأنصاري ، حميد الطويل أبو عبيدة بن أبي حميد البصري ( ت 143 ه‌ ) ، خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي مات بعد سنة ( 80 ه‌ ) ، ربيعة الجرشي المقتول سنة ( 60 - 61 - 74 ه‌ ) ، أبو المثنى رياح بن الحارث النخعي الكوفي ، أبو عمرو أذان الكندي البزاز ، البزار ( ت 82 ه‌ ) ، أبو مريم زرين بن حبيش الأسدي ( ت 81 - 82 - 83 ه‌ ) ، زياد بن أبي زياد . زيد بن يثيع الهمداني الكوفي ، سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب القرشي العدوي المدني ( ت 106 ه‌ ) ، سعيد بن جبير الأسدي الكوفي قتل بين يدي الحجّاج سنة ( 95 ه‌ ) ، سعيد بن أبي حدان ويقال ذي حُدّان ، سعيد بن المسيّب القرشي المخزومي صهر أبي هريرة ( ت 94 ه‌ ) ، سعيد بن وهب الهمداني الكوفي ( ت 76 ه‌ ) ، أبو يحيى سلمة بن كهيل الحضرمي الكوفي ( ت 121 ه‌ ) ، أبو صادق سليم بن قيس الهلالي ( ت 90 ه‌ ) ، أبو محمّد سليمان بن مهران الأعمش ( ت 147 - 148 ه‌ ) ، سهم بن الحصين الأسدي ، شهر بن حوشب ، الضحّاك بن مزاحم الهلالي ( ت 105 ه‌ ) ، طاووس بن كيسان اليماني الجندي ( ت 106 ه‌ ) ، طلحة بن المنصرف الأيامي ( اليمامي ) الكوفي ( ت 112 ه‌ ) ، عامر بن سعد بن أبي وقاص المدني ( ت 104 ه‌ ) . عائشة بنت سعد بن أبي وقاص ( ت 117 ه‌ ) ، عبد الحميد بن المنذر بن الجارود العبدي ، أبو عمارة عبد خير بن يزيد الهمداني الكوفي ، عبد الرحمن بن أبي ليلى ( ت 82 - 83 - 86 ه‌ ) ، عبد الرحمن سابط ويقال : ابن عبد الله بن سابط الجمحي المكي ( ت 118 ه‌ ) ، عبد الله بن أسعد بن زرارة ، أبو مريم عبد الله بن زياد الأسدي الكوفي ، عبد الله بن شريك العامري الكوفي أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عقيل الهاشمي المدني ( ت 140 ه‌ ) ، عبد الله بن يعلى بن مرة ، عدي بن ثابت الأنصاري الكوفي الخطمي ( ت 116 ه‌ ) ، أبو الحسن عطية بن سعد بن جنادة العوفي الكوفي ( ت 111 ه‌ ) ، عليّ بن زيد بن جدعان البصري ( ت 129 - 131 ه‌ ) ، أبو هارون عمّار بن جوين العبدي ( ت 134 ه‌ ) ، عمر بن عبد العزيز الأُموي ( ت 101 ه‌ ) ، عمر بن عبد الغفار . عمر بن عليّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، عمرو بن جعدة بن هبيرة ، عمرو بن مرة ، أبو عبد الله الكوفي الهمداني ( ت 116 ه‌ ) ، عمرو بن عبد الله أبو إسحاق السبيعي الهمداني ( ت 127 ه‌ ) ، عمرو بن ميمون الأودي ( ت 74 ه‌ ) ، عميرة بنت سعد بن مالك أُخت سهل أُم رفاعة بن مبشر ، عميرة بن سعد الهمداني ، عيس بن طلحة بن عبيد الله التميمي ، أبو محمّد المدني مات في خلافة عمر بن عبد العزيز ، أبو بكر قطر بن خليفة المخزومي مولاهم الحنّاط ( ت 150 - 153 ه‌ ) ، قبيصة بن ذؤيب ( ت 86 ه‌ ) ، أبو مريم قيس الثقفي المدايني ، محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ( ت 100 ه‌ ) ، أبو الضحى مسلم بن صبيح الهمداني الكوفي العطار ، مسلم الملائي ، أبو زرارة مصعب بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني ( ت 103 ه‌ ) . مطلّب بن عبد الله القرشي المخزومي المدني ، مطر الورّاق ، معروف بن خربوذ ، منصور بن ربعي ، مهاجر بن مسمار الزهري المدني ، موسى بن أكتل بن عمير النميري ، أبو عبد الله ميمون البصري مولى عبد الرحمن بن سمرة ، نذير الضبي الكوفي ، هاني بن هاني الهمداني الكوفي ، أبو بلج يحيى بن سليم الفزاري الواسطي ، يحيى بن جعدة بن هبيرة المخزومي ، يزيد بن أبي زياد الكوفي ( ت 136 ه‌ ) وله 90 سنة ، يزيد بن حيان التميمي الكوفي ، أبو داود يزيد بن عبد الرحمن بن الأُودي الكوفي ، أبو نجيح يسار الثقفي ( ت 109 ه‌ ) . انظر حياتهم ورواياتهم في الغدير : 1 / 62 - 72 ط بيروت . أمّا أهم المؤلّفين في حديث الغدير فهم : أبو جعفر محمّد بن جرير بن يزيد بن خالد الطبري ( ت 310 ه‌ ) ، أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني المعروف بابن عقدة ( ت 333 ه‌ ) ، أبو بكر محمّد بن عمر بن محمّد بن سالم التميمي البغدادي المعروف بالجعابي ( ت 355 ه‌ ) ، أبو طالب عبيد الله بن أحمد بن زيد الأنباري الواسطي ( ت 356 ه‌ ) ، أبو غالب أحمد بن محمّد بن محمّد الزراري ( ت 368 ه‌ ) ، أبو الفضل محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب الشيباني ( ت 372 ه‌ ) ، الحافظ عليّ بن عمر الدارقطني البغدادي ( ت 385 ه‌ ) ، الشيخ محسن بن الحسين بن أحمد النيسابوري الخزاعي ، عليّ بن عبد الرحمن بن عيسى بن عروة الجراح القناتي ( ت 413 ه‌ ) ، أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري ( ت 411 ه‌ ) ، الحافظ أبو سعيد مسعود بن ناصر بن أبي زيد السجستاني ( ت 477 ه‌ ) ، أبو الفتح محمّد بن عليّ بن عثمان الكراجكي ( ت 449 ه‌ ) ، عليّ بن بلال بن معاوية بن أحمد المهلّبي ، الشيخ منصور اللائي الرازي ، الشيخ عليّ بن الحسن الطاطري الكوفي ، أبو القاسم عبيد الله الحسكاني ، شمس الدين محمّد بن أحمد الذهبي ( ت 748 ه‌ ) ، شمس الدين محمّد بن محمّد الجزري الدمشقي المقري الشافعي ( ت 833 ه‌ ) ، المولى عبد الله بن شاه منصور القزويني الطوسي ، السيّد سبط الحسن الجايسيّ الهندي اللكهنوي ، السيّد مير حامد حسين السيّد محمّد قلي الموسوي الهندي اللكهنوي ( ت 1306 ه‌ ) ، السيّد مهدي بن السيّد عليّ الغريفي البحراني النجفي ( ت 1343 ه‌ ) ، الشيخ عباس بن محمّد رضا القمي ( ت 1359 ه‌ ) ، السيّد مرتضى حسين الخطيب الفتحبوري الهندي ، الشيخ محمّد رضا ابن الشيخ طاهر آل فرج الله النجفي ، الحاج السيّد مرتضى الخسروشاهي التبريزي . وانظر الغدير : 1 / 152 . أمّا المناشدة والاحتجاج بحديث الغدير فهي كالتالي : مناشدة الإمام عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) يوم الشورى سنة ( 23 ه‌ ) ، ومناشدته ( عليه السلام ) أيام عثمان بن عفان ، ويوم الرحبة سنة ( 35 ه‌ ) في الكوفة ، ويوم الجمل سنة ( 36 ه‌ ) على طلحة ، وحديث الركبان في الكوفة سنة ( 36 - 37 ه‌ ) ، ويوم صفين سنة ( 37 ه‌ ) واحتجاج الصديقة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، واحتجاج الإمام الحسن ( عليه السلام ) سنة ( 41 ه‌ ) ، ومناشدة الإمام الحسين ( عليه السلام ) سنة ( 58 - 59 ه‌ ) ، إحتجاج عبد الله بن جعفر على معاوية بعد استشهاد الإمام عليّ ( عليه السلام ) ، احتجاج يرد على عمرو بن العاص ، احتجاج عمرو بن العاص على معاوية ، احتجاج عمّار بن ياسر يوم صفين على عمرو بن العاص سنة ( 37 ه‌ ) . احتجاج الأصبغ بن نُباتة على معاوية سنة ( 37 ه‌ ) ، مناشدة شابّ أبا هريرة بمسجد الكوفة . مناشدة رجل زيد بن أرقم ، مناشدة رجل عراقي جابر الأنصاري ، احتجاج قيس بن سعد على معاوية سنة ( 50 - 56 ه‌ ) ، واحتجاج دارمية الحجونية على معاوية ( 50 - 56 ه‌ ) ، احتجاج عمرو الأودي على مناوئي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، احتجاج عمر بن عبد العزيز الخليفة الأُموي ، احتجاج المأمون على الفقهاء . ( انظر الغدير للأميني : 1 / 159 - 212 ، تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي : 35 ، المناقب للخوارزمي : 222 ، أسنى المطالب للجزري : 50 ، ينابيع المودّة : 482 ، البداية والنهاية لابن كثير : 5 / 211 ، مسند أحمد : 4 / 370 ، و : 1 / 118 و 961 ، و : 5 / 37 ، مجمع الزوائد : 9 / 105 ) . وقفة وتأمّل مع الايرادات الواهية من قِبل البعض على الحديث : لم نجد غمزاً ولا وقيعةً في صحّة وأسانيد ورواة حديث الغدير من قِبل أهل السنّة والشيعة ما عدا ما يُنقل عن ابن حزم الأندلسي ، وابن تيمية في منهاج السنّة : 4 / 13 وابن الأثير في النهاية : 5 / 227 ، وصاحب السيرة الحلبية : 3 / 275 ، وابن خلدون ، وأحمد أمين ، وغيرهم . ولسنا بصدد بيان حياة هؤلاء الرجال بل نعطي نموذجاً واحداً من حياة واحد منهم وهو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر نقيّ الدين ، أبو العباس ابن تيمية الحرّاني الدمشقي الحنبلي ( 661 - 728 ه‌ ) فقد قال الشوكاني في البدر الطالع : 2 / 260 : صرّح محمّد البخاري الحنفي بتبديعه - صاحب بدعة - ثمّ تكفيره ثمّ صار يصرّح في مجلسه : أنّ من أطلق القول على ابن تيمية بأنه شيخ الاسلام فهو بهذا الإطلاق كافر . وانظر هامش الغدير : 1 / 247 ، وابن تيمية حياته عقائده موقفه من الشيعة وأهل البيت لصائب عبد الحميد ، منشورات مركز الغدير للدراسات الإسلامية - قم ، ولسان الميزان : 4 / 200 ، وتفسير الآلوسي : 21 / 76 ، ابن خلّكان في تاريخه : 1 / 370 وغير هذه المصادر لدراسة حياة هؤلاء الرجال ، هذا أوّلا . وثانياً ، لسنا بصدد بيان كلّ ما أورده هؤلاء من التمحّلات والتخرّصات والأوهام بل نذكر نموذجاً أو نموذجين منها وبشكل يسير جداً بل إشارة فقط وعلى اللبيب مراجعة ذلك في مظان البحث . فقد قال بعض هؤلاء إنّ حادثة الغدير وقعت في المدينة وبالتالي أن الرواية وردت هكذا انه ( صلى الله عليه وآله ) قال : " من كنت مولاه فعليٌّ مولاه " أمّا الزيادة " اللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه " لاَ ريب أنه كذب ! والجواب : أنّ الواقع يرفض ذلك بأدلة كثيرة ولكن نختصر الكلام كما ذكرنا سابقاً لأنّ القائل بذلك هو ابن تيمية . فقد روى البخاري في صحيحة : 1 / 181 و 175 ومسلم في صحيحه : 1 / 382 عن عبد الله بن عمر : أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أناخ بالبطحاء بذي الحليفة فصلّى بها ، وأتى معرَّسة بذي الحليفة فقيل له : إنك ببطحاء مباركة ، وكان ( صلى الله عليه وآله ) ينزل بذي الحليفة حين يعتمر . فيفهم من هذا أنّ حادثة الغدير قد وقعت في غدير خُمّ المعروف . ( فانظر مصابيح البغوي : 1 / 83 ، وفاء الوفا للسمهودي : 1 / 212 ، معجم البلدان : 2 / 213 ، لسان العرب : 3 / 236 ، تاج العروس للزبيدي : 2 / 124 في مادّة ( بطح ) ، الغدير للعلاّمة الأميني : 1 / 247 ) . هذا أوّلا . وثانياً : أنّ الزيادة الّتي أنكروها هي موجودة في مسند أحمد : 1 / 119 بطريقين ، و : 4 / 281 ، 370 ، 372 ، سنن ابن ماجة : 1 / 43 ح 116 ، المستدرك : 3 / 109 ، خصائص النسائي : 21 - 27 ، البداية والنهاية : 5 / 183 . وراجع المصادر السابقة الّتي ذكرناها في تخريج الحديث " اللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه " . وقال البعض الآخر : انّ سورة المعارج مكية ، ونزولها قبل واقعه الغدير بأكثر من عشر سنين . والجواب : صحيح أنّ الإجماع عقد على أنّ مجموع السورة مكية ولكن هذا لاَ ينافي أنّ آية منها أو آيتين قد نزلت في المدينة كما في كثير من السوَر من أمثال سورة العنكبوت فانّها مكية إلاّ العشر الأُول منها فهي مدنية كما ذكر ذلك الطبري في تفسيره : 20 / 86 والقرطبي في تفسيره : 13 / 323 . ( راجع الغدير : 1 / 256 ) . كما أنّ غير واحد من السوَر المدنية فيها آيات مكية كما في سورة المجادلة فانّها مدنية إلاّ العشر الأُول كما جاء في تفسير أبي السعود في هامش ج 8 من تفسير الرازي : 148 ، والسراج المنير : 4 / 210 . ( انظر الغدير : 1 / 257 ) . وهناك وجوه واعتراضات أُخرى ذكرها صاحب الغدير وأجاب عنها رحمه الله تعالى بأنّ الآية نزلت يوم بدر قبل يوم الغدير بسنين ; أو أنها نزلت بسبب ما قاله المشركون بمكة ولم ينزل عليهم العذاب ، أو كآية أصحاب الفيل ، أو أنّ الحارث كان مسلماً ، أو أنه غير معروف ، أعرضنا عنها للاختصار ، فراجع الغدير : 1 / 258 - 266 بالإضافة إلى ابن كثير في البداية والنهاية : 1 / 276 ط دار الإحياء بيروت ، وتفسير الثعلبي ، وتذكرة الخواصّ : 30 ط طهران ، وتفسير أبي السعود العمادي : 9 / 29 ط دار الإحياء ، وتفسير السراج المنير : 4 / 364 ، ومجمع البيان للطبرسي : 5 / 446 ، والمستدرك : 2 / 502 ، والقرطبي في تفسيره لسورة المعارج ، وتاريخ ابن خلّكان : 4 / 60 رقم 354 ط دار الثقافة بيروت ، وتفسير غريب القرآن للهروي . وقال البعض الآخر : انّ أُسامة بن زيد قال لعلي ( عليه السلام ) : لست مولاي إنما مولاي - أي معتقي - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من كنت مولاه - أي معتقه - فعليٌّ مولاه - أي معتقه . فالحديث ورد في عتق أُسامة بن زيد لاَ أنّ علياً مولى للمؤمنين ، أورد هذا الاشكال ابن الأثير في النهاية : 5 / 227 . والجواب : يعرفه أدنى من درس العلوم الاسلامية وهو إذا كان أُسامة قد أُعتق من قِبل النبي ( صلى الله عليه وآله ) فلا معنى لعتقه مرة ثانية من قِبل الإمام عليّ ( عليه السلام ) . وكيف يكون ذلك والإمام عليّ ( عليه السلام ) باعتراف الصحابة هو أقضاهم كما ذكرنا سابقاً المصادر الّتي أشارت إلى قول عمر بن الخطّاب ( أقضانا عليّ ) فراجع . أمّا صاحب السيرة الحلبية فقد أشكل في : 3 / 275 بإشكال واه جداً ولم يورد دليلا واحداً على نقض حديث الغدير بل اكتفى بنقل الحادثة الّتي وقعت لبريدة وغزوته مع الإمام عليّ ( عليه السلام ) لليمن وكيف لقي بريدة جفوة من الإمام عليّ ( عليه السلام ) وشكاية بريدة للنبي ( صلى الله عليه وآله ) من عليّ ( عليه السلام ) واعتراف بريدة بأنه قال : ذكرت علياً فتنقّصته ، فرأيت وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يتغيّر ، فقال : يا بريدة ، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعليٌّ مولاه . وزعم صاحب السيرة أنّ الرسول ( صلى الله عليه وآله ) قال ذلك لبريدة وحده عندما كان في مكة ثمّ بعد ذلك عمّمه على الصحابة فقام خطيباً وبرّأ ساحة الإمام عليّ ( عليه السلام ) من ذلك الكلام الّذي تكلّموه ضدّه . والجواب : أنّ شكاية الناس وبريدة كانت بمكة أيام الحج ، والرسول ( صلى الله عليه وآله ) بيّن لهم أنّ الشكاية في غير محلّها لأنّ الّذي استخلفه الإمام عليّ ( عليه السلام ) على جنده بعد ما تعجّل ( عليه السلام ) من اليمن في القدوم إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بمكة حتّى يلتحق به للحج ، فعمد ذلك الرجل وكسا كلّ واحد من جنده حلّة من البزّ الّذي كان معه من أهل نجران ، فعندما دنا جيشه وخرج الإمام عليّ ( عليه السلام ) ليلقاهم شاهد عليهم الحلل فقال له : ويلك ما هذا ؟ قال : كسوت القوم لتجملوا به . . . ، فقال ( عليه السلام ) : ويلك انزع قبل أن ينتهى به إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فانتزع الحلل من الناس وردّها في البزّ ، فشكا الناس علياً ( عليه السلام ) ولذا قال ( صلى الله عليه وآله ) : لاَ تشكوا علياً ، فوالله إنه لأخشن في ذات الله من أن يُشكى . وروى هذه القصّة البخاري في صحيحه : 2 / 297 باختلاف يسير في الألفاظ ، وقال فيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما تريدون من عليّ ؟ ما تريدون من عليّ ؟ ما تريدون من عليّ ؟ إنّ علياً منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي . ورواه أحمد في مسنده : 4 / 437 ، 5 / 356 ، والطيالسي في مسنده : 3 / 111 ، و : 11 / 360 ، حلية الأولياء : 6 / 294 ، الرياض النضرة : 2 / 171 ، 203 ، كنز العمّال : 6 / 154 و 159 و 396 و 401 ، المصنّف لابن أبي شيبة : 155 و 399 ، خصائص النسائي 24 ، مجمع الزوائد : 9 / 109 و 119 و 127 و 128 ، كنوز الحقايق : 186 ، تاريخ بغداد : 4 / 339 ، أُسد الغابة : 94 ، فيض القدير في الشرح : 357 . ولو كان كما يدّعيه ابن كثير لما جمع الناس في اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة بعد انقضاء الحج ورجوعه إلى المدينة وقام خطيباً على عموم الناس ، ومجرّد التحامل لاَ يستدعي هذا الوقوف أيضاً ، بل يستدعي بيان الفضل والردّ على المتحاملين كما قال ( صلى الله عليه وآله ) : هذا ابن عمّي وصهري وأبو ولدي وسيّد أهل بيتي فلا تؤذوني فيه . ولو كان كما يدّعيه ابن كثير فلماذا نزلت ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) ولو سلّمنا جدلا فانّ الواقعة الأُولى لاَ دخل لها في الواقعة الثانية وإنما جاء الخلط نتيجة التعصّب الأعمى ونسيان كلامه ( صلى الله عليه وآله ) انه جاء بعد الأمر بالتمسّك بالكتاب والعترة وبيان أنهما لم يفترقا حتّى يردا عليه الحوض . ولسنا بصدد بيان وبحث حديث الثقلين ، بل نقول لماذا منع الأُلوف عن المسير ؟ وارجاع من تقدّم منهم وإلحاق من تأخّر ؟ ولِمَ أنزلهم في العراء لا كلأ ولا ماء ؟ ولماذا قال ( صلى الله عليه وآله ) : ليبلّغ الشاهد منهم الغائب ؟ ولماذا ينعى نفسه لهم ؟ ولماذا يسألهم عن الشهادتين ؟ ولماذا يحذّرهم من النار والموت والساعة والبعث مَن في القبور ؟ وهل من المعقول أن يجمعهم على أمر هو من أوضح الواضحات بحكم الوجدان والعيان وهو ( صلى الله عليه وآله ) المنزّه في أفعاله وأقواله بحكم الحكمة والعقل والعصمة ؟ هذه أسئلة نطرحها على ابن كثير ومَن سار على نهجه . ثمّ إنّ لفظة " منّي " في حديث المنزلة " أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه ليس نبيّ بعدي " كما ذكر ذلك البخاري في صحيحه : 2 / 200 ، وصحيح مسلم : 7 / 120 ، والترمذي : 13 / 171 ، والطيالسي : 1 / 28 / 205 و 209 و 213 ، وابن ماجة : ح 115 ، وأحمد في مسنده : 1 / 170 و 173 و 175 و 177 و 179 و 182 و 184 و 185 و 330 ، و : 3 / 32 و 338 ، و : 6 / 369 و 438 ، ومستدرك الحاكم : 2 / 337 ، وطبقات ابن سعد : 3 / 1 و 14 و 15 ، ومجمع الزوائد : 9 / 109 وفي لفظ آخر لمسلم " إلاّ أنه لاَ نبي بعدي " فلفظة " منّي " توضّح المراد من المعنى ، وذلك أنّ هارون لمّا كان شريكاً لموسى في النبوّة ، ووزيره في التبليغ ، وكان عليّ ( عليه السلام ) من خاتم الأنبياء ( صلى الله عليه وآله ) كذلك باستثناء النبوّة ، فتبقى لعلي ( عليه السلام ) الوزارة في التبليغ ، وكذلك لأولاده ( عليهم السلام ) في حمل أعباء التبليغ إلى المكلّفين مباشرة ، ولذا فهُم ( عليهم السلام ) منه ( صلى الله عليه وآله ) وهو منهم ، يشتركون في التبليغ ويختلفون في أنه ( صلى الله عليه وآله ) يأخذ الأحكام الّتي يبلّغها من الله عن طريق الوحي ، وهم يأخذونها عن طريق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فهم مبلّغون عن رسول الله إلى الأُمة . وقد أعدّهم الله ورسوله لحمل أعباء التبليغ ، وذلك بما عصمهم من الرجس وطهّرهم تطهيراً كما ورد في الآية الكريمة . ولهذا فإنّ الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) كان مدركاً أنّ قومه حديثو عهد بالجاهلية ، وأنهم طالما عارضوا أحكامه وقراراته عدّة مرات كما حدث في صلح الحديبية وأُحد وحُنين وأثناء مرضه ( صلى الله عليه وآله ) في الكتاب والدواة وسرية أُسامة وصلاة الجمعة أثناء إقبال العير المحمّلة بالبضاعة . ولذا نجد أنّ عملية التبليغ الّتي نفّذها النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) قد جرت أمام عشرات الآلاف من المسلمين ، وأن استثناء النبوّة جاء لئلاّ يتوهم متوهم أنّ الله تعالى قد جعل لعليّ الشركة في النبوّة . واننا نعلم أنّ الإمامة موقوفة على تنصيص الله سبحانه وتعالى كما أنّ النبوّة موقوفة على تنصيص الباري عزّوجلّ . كما أنّ الأمر بالتبليغ جاء فيه تهديد ( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) وإعلامه ( صلى الله عليه وآله ) وإعلام غيره ما لهذا الحكم من الأهمّية بحيث إذا لم يصل الحكم ، وحاشا للنبي ( صلى الله عليه وآله ) أن لاَ يبلّغ ما أمره الله سبحانه وتعالى ، أمّا قوله تعالى ( وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) لفظ الناس اعتباراً بسواد الأفراد الّذي فيه المؤمن والمنافق والّذي في قلبه مرض ، فالعصمة هنا بمعنى الحفظ والوقاية من شرّ هؤلاء . وبالتالي فالمعنى يكون : من كنتُ متقلّداً لأمره وقائماً به فعليٌّ متقلّد أمره والقائم به ، وهذا صريح في زعامة الأُمة وإمامتها وولايتها ، وثبت لعليّ ما ثبت لرسول ( صلى الله عليه وآله ) من الولاية العامّة والزعامة والتصدّي لشأن من شؤون الغير ، وهي في قبال العداوة وهي التجاوز والتعدّي على الغير والتصرّف في شؤون الغير مطلقاً ، ويدلّ عليه قوله تعالى ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناَتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيآءُ بَعْض يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ) التوبة : 71 ، وقوله تعالى ( اللَّهُ وَلِىُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُماَتِ إِلَى النُّورِ والَذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ) البقرة : 257 . وتبقى شنشنة ابن تيمية وأصحابه بأنه دعاء ، ودعاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) مستجاب ، وهذا الدعاء ليس بمستجاب ، فالنتيجة أنه ليس دعاء من قِبل النبي ( صلى الله عليه وآله ) . والجواب أيضاً من أوضح الواضحات ; لأنّ الأُمة مجمعة على أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بعد قتل عثمان لم تحصل له الإمامة بنصٍّ من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يتناول تلك الفترة الزمنية والاختصاص بها دون ما تقدّمها من الزمن ، بل إنّ الولاية كانت له قبل ذلك ، فولايته عامّة كما كانت ولاية النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) عامّة ويدلّ على ذلك كلمة " من " الموصولة ، ولذا نجد ابن خلدون يقفز ولم يشر إليها على الرغم من أنه ذكر كلّ ما حدث في حجّة الوداع ، ولكن قفزه هذا دليل على نظريته حول الإمامة والتاريخ ، فإذا أورد الحديث فإنّ ذلك يناقض نظريته حول الإمامة الّتي يرى فيها أمراً دنيوياً يقوم على مصالح الناس ولا مدخلية للنصّ فيها . وادّعى بأنّ الحديث لم ينقله البخاري ومسلم والواقدي ولكن ابن تيمية وأمثاله يعرفون حقّ المعرفة أنّ عدم النقل لاَ يدلّ على القدح في الحديث .

245

نام کتاب : الفصول المهمة في معرفة الأئمة نویسنده : علي بن محمد أحمد المالكي ( ابن الصباغ )    جلد : 1  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست