[1] اتفق أهل التفسير على نزول هذه الآية في وفد نصارى نجران ، واتفقوا أيضاً على أنّ المعنيّ به في لفظة " أبناءنا " هما الحسن والحسين ( عليهما السلام ) وفي لفظة " نساءنا " فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وفي لفظة " أنفسنا " هو الإمام عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) كما صرّح بذلك أهل العلم ، لأنّ الرسول ( صلى الله عليه وآله ) استعان بهم في الدعاء إلى الله والتأمين على دعائه لتحصل له الإجابة فيه . هذا من جهة ، ومن جهة ثانية أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) مراراً وتكراراً فسّر هذه الآية بأنّ عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) هو نفسه ( صلى الله عليه وآله ) ولسنا بصدد ذكر الروايات الّتي تفسّر هذا المعنى لكن الآية نزلت في أهل البيت ( عليهم السلام ) وهم : عليّ وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ومن شاء فليراجع المصادر التالية . فتح القدير للشوكاني : 1 / 316 الطبعة الأُولى و 347 الطبعة الثانية ط مصطفى الحلبي بمصر ، تفسير ابن كثير : 1 / 370 و 371 و 376 ، و : 2 / 52 ط بيروت . تفسير الكشّاف للزمخشري : 1 / 268 ط قم و 370 ط بيروت ، تفسير الطبري : 3 / 297 - 299 ط دار الكتب العلمية بيروت وص 192 و 330 و 301 ط الميمنية بمصر ، و : 22 / 6 ، خلفاء الرسول للعلاّمة البحراني : 107 ، غاية المرام : 304 باب 4 / 3 ، تاريخ ابن كثير : 5 / 53 و 54 ط السعادة سنة 1351 ، إمتاع الأسماع للمقريزي : 502 ، لوامع الحقائق للميرزا أحمد الآشتياني : 31 و 32 ، تلخيص الشافي : 3 / 6 ، كشف المراد : 411 ، كشف الغمّة : 1 / 233 ، الصراط المستقيم : 1 / 210 ، حقّ اليقين : 1 / 268 ، دلائل الصدق : 2 / 386 و 125 ، حقّ اليقين للسيّد شبّر : 1 / 270 ، بحار الأنوار : 35 / 257 و 258 نقلا عن الفصول للشيخ المفيد في إحتجاج الإمام الرضا ( عليه السلام ) على المأمون . كما ورد في تفسير الطبرسي : 266 ، كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لابن المطهّر الحلّي : 213 - 215 تحقيق حسين الدرگاهي الطبعة الأُولى إيران ، أمالي الشيخ الطوسي : 2 / 177 ، عيون أخبار الرضا : 2 / 210 باب 23 / 1 ، عبقات الأنوار : 1 / 252 ، تفسير فرات الكوفي : 14 / 45 ، مناقب الإمام عليّ ( عليه السلام ) لابن المغازلي : 263 ح 310 ط بيروت ، الفضائل لأحمد بن حنبل : باب فضائل الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ح 27 ، شرح النهج لابن أبي الحديد : 16 / 291 ط مصر ، و : 4 / 108 ط مصر تحقيق محمّد أبو الفضل ، إحقاق الحقّ للتستري : 3 / 46 - 62 ، و : 9 / 70 و 91 الطبعة الأُولى طهران ، المناقب للخوارزمي : 60 و 97 ، فضائل الخمسة : 1 / 244 ، أُسد الغابة لابن الأثير : 4 / 26 ، الإصابة لابن حجر العسقلاني : 2 / 72 ط الميمنية بمصر ، مرآة الجنان لليافعي : 1 / 109 ، أسباب النزول للواحدي : 59 و 74 الطبعة الأُولى . وانظر أيضاً دلائل النبوّة لأبي نعيم : 1 / 297 ، فرائد السمطين للحمويني : أوائل السمط الثاني ح 371 ، السيرة الحلبية للحلبي الشافعي : 3 / 212 ط البهية بمصر ، السيرة النبوية لزين دحلان بهامش السيرة الحلبية : 3 / 5 ، أحكام القرآن للجصّاص : 2 / 295 - 296 ط عبد الرحمن محمّد بمصر و 295 الطبعة الثانية تحقيق الفمحاوي ، التسهيل لعلوم التنزيل للكلبي : 1 / 109 ، فتح البيان في مقاصد القرآن : 2 / 72 ، زاد المسير لابن الجوزي : 1 / 399 ، جامع الأُصول لابن الأثير : 9 / 470 ، العمدة لابن البطريق : 192 و 296 ، الخصائص : 97 ، تفسير الحبري : 50 ، المستدرك للحاكم : 3 / 150 ، تاريخ دمشق لابن عساكر : 1 / 255 الطبعة الثانية ، تفسير أبي السعود مطبوع بهامش تفسير الرازي : 2 / 143 ط الدار العامرة بمصر ، تفسير الجلالين للسيوطي : 1 / 33 ط مصر و 77 ط دار الكتاب العربي بيروت . وراجع أيضاً الرياض النضرة للطبري الشافعي : 2 / 248 الطبعة الثانية ، الإتحاف في نسب الأشراف للشبراوي الشافعي : 5 ، معالم التنزيل للبغوي بهامش تفسير الخازن : 1 / 302 ، مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي : 1 / 18 ط النجف ، صحيح مسلم : 2 / 360 بشرح النووي ، و : 7 / 120 ط محمّد عليّ صبيح ، و : 4 / 1871 ط مصر تحقيق محمّد فؤاد ، و : 15 / 176 ط مصر ، خصائص الوحي المبين : 68 الفصل 7 ، صحيح الترمذي : 4 / 293 / 3085 ، و : 5 / 638 / 3724 و 301 / 3808 في باب فضائل أمير المؤمنين ، مسند أحمد : 1 / 185 ط الميمنية ، و : 3 / 97 / 1608 ط دار المعارف ، تفسير القرطبي : 4 / 104 ، أحكام القرآن لابن عربي : 1 / 275 الطبعة الثانية ط الحلبي و 175 ط السعادة ، صحيح مسلم : باب فضائل عليّ بن أبي طالب : 2 / 360 ط عيسى الحلبي ، و : 4 / 1883 / 61 ، الأربعين المنتقاة : باب 38 ، كفاية الطالب : 641 باب 32 و 8554 و 142 ط الحيدرية . ولاحظ أيضاً لباب النقول في أسباب النزول : 75 الطبعة الثانية ، شواهد التنزيل : 1 / 120 و 129 ح 168 و 170 - 173 و 175 ، تفسير الفخر الرازي : 8 / 85 و 86 ط البهية بمصر ، و : 2 / 699 ط دار الطباعة العامرة بمصر ، المصنّف لابن أبي شيبة : 12 / 68 / 12142 ، ذخائر العقبى : 25 ، تذكرة الخواصّ للسبط ابن الجوزي الحنفي : 17 ط النجف ، الدرّ المنثور للسيوطي : 2 / 38 و 39 ، تفسير البيضاوي : 2 / 22 ط بيروت ، فرائد السمطين : 1 / 378 / 307 ، و : 2 / 23 / 365 و 250 / 484 - 486 ، الإرشاد : 152 فصل 48 باب 2 . ومن خلال هذه المصادر الكثيرة واتفاقها على أنّ آية المباهلة نزلت في وفد نصارى نجران ومع أنّ عباراتهم تختلف باختلاف أُسلوب المفسّر ودلالته من خلال اللغة والحديث النبويّ الشريف رأينا من الأفضل أن نختصر المقال لسرد القصة كاملة من خلال هذه المصادر ، فننقل ما ذكره ابن كثير الشافعي في تفسير ، قال : ثمّ قال تعالى آمراً رسوله ( صلى الله عليه وآله ) أن يباهل من عاند الحقّ في أمر عيسى بعد ظهور البيان : ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِنم بَعْدِ مَا جَآئكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ . . . ) أي نحضرهم في حال المباهلة ( ثُمَّ نَبْتَهِلْ ) أي نلتعن ( فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاَذِبِينَ ) أي منّا ومنكم . وكان سبب نزول هذه المباهلة وما قبلها من أول السورة إلى هنا في وفد نجران . إنّ النصارى لمّا قَدموا فجعلوا يحاجّون في عيسى ويزعمون فيه ما يزعمون من النبوّة والإلهية ، فأنزل الله صدر هذه السورة ردّاً عليهم . وقدم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وفد نجران ستّون راكباً ، فيهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم يؤول أمرهم إليهم ، وهم : العاقب واسمه عبد المسيح ، والسيّد وهو الأيهم ، وأبو حارثة بن علقمة أخو بكر بن وائل ، وأُويس بن الحارث ، وزيد ، وقيس ، ويزيد وابناه ، وخويلد ، وعمرو ، وخالد ، وعبد الله ، ومحسن . وأمر هؤلاء يؤول إلى ثلاثة منهم ، وهم : العاقب . وكان أمير القوم وذا رأيهم وصاحب مشورتهم ، والّذي لاَ يصدرون إلاّ عن رأيه ، والسيّد وكان عالمهم و صاحب رحلهم ومجتمعهم ، وأبو حارثة بن علقمة وكان أسقفهم وصاحب مدارستهم ، وكان رجلا من العرب من بني بكر بن وائل ولكنّه تنصّر ، فعظّمته الروم وملوكها وشرّفوه ، وبنوا له الكنائس وأخدموه لما يعلمونه من صلابته في دينهم . وقد كان يعرف أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وصفته وشأنه ممّا علمه من الكتب المتقدّمة ، ولكن حمله ذلك على الاستمرار في النصرانيّة لما يرى من تعظيمه فيها وجاهه عند أهلها . قال ابن إسحاق : وحدّثني محمّد بن جعفر بن الزبير قال : قدموا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المدينة فدخلوا عليه مسجده حين صلّى العصر ، عليهم ثياب الحبرات جببٌ وأرديهٌ . في جمال رجال بني الحارث بن كعب . قال : يقول من رآهم من أصحاب النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما رأينا بعدهم وفداً مثلهم ، وقد حانت صلاتهم فقاموا في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : دعوهم . فصلّوا إلى المشرق . قال : فكلّم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) منهم أبو حارثة بن علقمة ، والعاقب عبد المسيح ، والسيّد الأيهم ، وهم من النصرانيّة على دين الملك مع اختلاف أمرهم ، يقولون : هو الله ، ويقولون : هو ولد الله ، ويقولون : هو ثالث ثلاثة . تعالى الله عن قولهم علوّاً كبيراً . وكذلك النصرانية ، فهم يحتجّون في قولهم هو الله ، بأنّه كان يحيي الموتى ، ويبرئ الأكمة والأبرص والأسقام ، ويخبر بالغيوب ، ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيراً . وذلك كلّه بأمر الله وليجعله آيةً للناس . ويحتجّون في قولهم بأنّه ابن الله ، ويقولون : لم يكن له أبٌ يعلم . وقد تكلّم في المهد بشيء لم يكن أحدٌ من بني آدم قبله . ويحتجّون على قولهم بأنّه ثالث ثلاثة ، بقول الله تعالى : فعلنا وأمرنا ، وخلقنا وقضينا ، فيقولون لو كان واحداً ما قال إلاّ : فعلت وأمرت ، وخلقت وقضيت ، ولكنّه هو وعيسى ومريم . تعالى الله وتقدّس وتنزّه عمّا يقول الظالمون و الجاحدون علوّاً كبيراً ، وفي كلّ ذلك من قولهم : قد نزل القرآن . فلمّا كلّمة الحبران قال لهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أسلِما ، قالا : قد أسلَمنا ، قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إنّكما لم تسلما فأسلِما . قالا : بلى قد أسلَمنا قبلك ، قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كذبتما ، يمنعكما من الإسلام ادّعاؤكما لله ولداً ، وعبادتكما الصليب ، وأكلكما الخنزير . قالا : فمن أبوه يا محمّد ؟ فصمت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عنهما فلم يجبهما ، فأنزل الله في ذلك من قولهم واختلاف أمرهم صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها . ثمّ تكلّم ابن إسحاق على تفسيرها ، إلى أن قال : فلمّا أتى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الخبر من الله والفصل من القضاء بينه وبينهم وأمر بما أمر به من ملاعنتهم إن ردّوا ذلك عليه دعاهم إلى ذلك فقالوا : يا أبا القاسم دعنا ننظر في أمرنا ثمّ نأتيك بما نريد أن نفعل فيما دعوتنا إليه ، فانصرفوا عنه . ثمّ خلوا بالعاقب ، وكان ذا رأيهم فقالوا : يا عبد المسيح ماذا ترى ؟ فقال : والله يا معشر النصارى ، لقد عرفتم أنّ محمّداً لنبيّ مرسلٌ ، ولقد جاءكم بالفصل من خبر صاحبكم ، ولقد علمتم ما لاعن قومٌ نبيّاً قطّ فبقي كبيرهم ولا نبت صغيرهم ، وإنّه للاستئصال منكم إن فعلتم ، فإن كنتم قد أبيتم إلاّ إلف دينكم والإقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم فوادعوا الرجل ثمّ انصرفوا إلى بلادكم ، فأتوا النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقالوا : يا أبا القاسم قد رأينا أن لاَ نلاعنك ، وأن نتركك على دينك ونرجع على ديننا . ولكن ابعث معنا رجلا من أصحابك ترضاه لنا ، يحكم بيننا في أشياء اختلفنا فيها من أموالنا فإنكم عندنا رضاً . قال محمّد بن جعفر : فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ائتوني العشية أبعث معكم القويّ الأمين . قال : فكان عمر بن الخطّاب ( رض ) يقول : ما أحببت الإمارة قطّ حبّي إيّاها يومئذ رجاء أن أكون صاحبها ، فرحت إلى الظهر مهجراً ، فلما صلّى بنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الظهر سلّم ثمّ نظر عن يمينه وعن يساره ، فجعلت أتطاول له ليراني . . . ثمّ ذكر ابن كثير ما رواه البخاري في هذا الموضوع ، وما رواه البيهقي في دلائل النبوّة وقال : فإنّ فيه فوائد كثيرةً ، وفيه غرابةٌ ، وفيه مناسبةٌ لهذا المقام ، قال البيهقي : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل . قالا : حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار ، حدّثنا يونس بن بكير عن سلمة بن عبد يسوع عن أبيه عن جدّه ، قال يونس - وكان نصرانياً فأسلم : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كتب إلى أهل نجران قبل أن ينزل عليه طس سليمان : باسم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، من محمّد النبيّ رسول الله إلى أسقف نجران وأهل نجران إن أسلمتم فإني أحمد إليكم الله إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب . أمّا بعد ، فإنّي أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد . وأدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد . فإن أبيتم فالجزية ، فإن أبيتم فقد آذنتكم بحرب ، والسلام . فلمّا أتى الأسقف الكتاب وقرأه فظع به وذعره ذعراً شديداً . . . ثمّ ذكر ابن كثير أيضاً رواية ابن مردويه فقال : وقال أبو بكر بن مردويه : حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن داود المكّي ، حدّثنا بشر بن مهران ، حدّثنا محمّد بن دينار عن داود ابن أبي هند عن الشعبي عن جابر قال : قدم على النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) العاقب والطيّب فدعاهما إلى الملاعنة . فواعداه على أن يلاعناه الغداة . قال : فغدا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأخذ بيد عليّ وفاطمة و الحسن والحسين ، ثمّ أرسل إليهما ، فأبيا أن يجيبا وأقرّا له بالخراج ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : والّذي بعثني بالحقّ لو قالا : لاَ ، لأمطر عليهم الوادي ناراً . قال جابر : وفيهم نزلت : ( نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ) ، قال جابر : أنفسنا وأنفسكم : رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعليّ بن أبي طالب ، وأبناءنا : الحسن والحسين ، ونساءنا : فاطمة . وهكذا رواه الحاكم في مستدركه عن عليّ بن عيسى عن أحمد بن محمّد الأزهري عن عليّ بن حجر عن عليّ بن مسهر عن داود بن أبي هند به بمعناه . ثمّ قال : صحيح على شرط مسلم ، و لم يخرجاه . هكذا . ( تفسير ابن كثير : 1 / 376 ) . أما الزّمخشري فقال في تفسيره : قوله تعالى : ( فَمَنْ حَآجَّكَ ) من النّصارى ( فِيهِ ) في عيسى ( مِنم بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ) أي من البيّنات الموجبة للعلم ( فَقُلْ تَعَالَوْاْ ) هلمّوا ، والمراد المجيء بالرأي والعزم ، كما نقول : تعالَ نفكّر في هذه المسألة ( نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ ) أي يدع كلّ منّي ومنكم أبناءه ونساءه ونفسه إلى المباهلة - إلى أن قال : - وروي أنّهم لما دعاهم إلى المباهلة ، قالوا : حتّى نرجع وننظر ، فلمّا تخالوا قالوا للعاقب وكان ذا رأيهم : يا عبد المسيح ما ترى ؟ فقال : والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أنّ محمّداً نبيّ مرسلٌ ، وقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم ، والله ما باهل قومٌ نبيّاً قطّ فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم ، ولئن قد فعلتم لتهلكنّ ، فإن أبيتم إلاّ إلف دينكم والإقامة على ما أنتم عليه فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم . فأتى رسول الله وقد غدا محتضناً الحسين آخذاً بيد الحسن و فاطمة تمشي خلفه و عليّ خلفها ، وهو ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : إذا أنا دعوت فأمِّنوا . فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى إنّي لأرى وجوهاً لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها ، فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة . فقالوا : يا أبا القاسم ، رأينا أن لاَ نباهلك وأن نقرّك على دينك ونثبت على ديننا . قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : فإذ أبيتم المباهلة فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم . فأبوا ، قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : فإنّي أُناجزكم ، فقالوا : مالنا بحرب العرب طاقةٌ . ولكن نصالحك على أن لا تغزونا ولا تخيفنا ، ولا ترددنا عن ديننا ، على أن نؤدّي إليك كلّ عام ألفي حلّة : ألفٌ في صفر وألفٌ في رجب . وثلاثين درعاً عاديةً من حديد ، فصالحهم على ذلك ، وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : والّذي نفسي بيده إنّ الهلاك قد تدلّى على أهل نجران ، ولو لاعنوا لمسخوا قردةً وخنازير ، ولاضطرم عليهم الوادي ناراً . ولاستأصل الله نجران وأهله حتّى الطير على رؤوس الشجر ، لما حال الحول على النصارى حتّى يهلكوا . ( الكشّاف : 1 / 268 ط البلاغة قم ) . وأمّا الطبري فقال في تفسيره : عن ابن عبّاس في قوله تعالى : ( إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ ) [ آل عمران : 62 ] : إنّ الّذي قلنا في عيسى هو الحقّ ( وَمَا مِنْ إِلَه إِلاَّ اللَّهُ . . . ) الآية . فلمّا فصل جلّ ثناؤه بين نبيّه محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبين الوفد من نصارى نجران بالقضاء الفاصل والحكم العادل و أمره إن هم تولّوا عمّا دعاهم إليه من الإقرار بوحدانيّة الله وأنّه لاَ ولد له و لاَ صاحبة وأنّ عيسى عبده ورسوله وأبوا إلاّ الجدل والخصومة ، أن يدعوهم إلى الملاعنة ، ففعل ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فلمّا فعل ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) انخزلوا وامتنعوا من الملاعنة ، ودعوا إلى المصالحة . كالّذي حدّثنا ابن حميد ، قال : حدّثنا جرير عن مغيرة عن عامر قال : فأمر بملاعنتهم بقوله : ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِنم بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ) . . . الآية ، فتواعدوا أن يلاعنوه ، وواعدوه الغد . فانطلقوا إلى السيّد و العاقب و كانا أعقلهم ، فتابعاهم فانطلوا إلى رجل منهم عاقل . فذكروا له ما فارقوا عليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : ما صنعتم ؟ و ندّمهم وقال لهم : إن كان نبيّاً ثمّ دعا عليكم لا يغضبه الله فيكم أبداً ، ولئن كان ملكاً فظهر عليكم لا يستبقيكم أبداً ، قالوا : فكيف لنا وقد واعدنا ؟ فقال لهم : إذا غدوتم إليه فعرض عليكم الّذي فارقتموه عليه فقولوا : نعوذ بالله ، فإن دعاكم أيضاً فقولوا له : نعوذ بالله ، ولعلّه أن يعفيكم من ذلك . فلما غدوا غدا النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) محتضناً حسناً آخذاً بيد الحسين ، وفاطمة تمشي خلفه . فدعاهم إلى الّذي فارقوه عليه بالأمس ، فقالوا : نعوذ بالله ، ثمّ دعاهم ، فقالوا : نعوذ بالله مراراً . قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : فإن أبيتم فأسلموا ولكم ما للمسلمين وعليكم ما المسلمين ، كما قال الله عزّوجلّ : فإن أبيتم فأعطوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون . [ مضمون آية 29 من سورة التوبة ] . قال : قالوا : ما لنا طاقةٌ بحرب العرب ، ولكن نؤدّي الجزية . قال : فجعل عليهم في كلّ سنة ألفي حلّة ، ألفاً في رجب وألفاً في صفر ، فقال النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : قد أتاني البشير بهلكة أهل نجران ، حتّى الطير على الشجر - أو العصافير على الشجر - لو تمّوا على الملاعنة . وقال : حدّثنا ابن حميد قال : حدّثنا عيسى بن فرقد عن أبي الجارود عن زيد بن عليّ في قوله تعالى : ( تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ ) . . . الآية ، قال : كان النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعليّ وفاطمة والحسن والحسين . وقال : حدّثنا محمّد بن الحسين قال : حدّثنا أحمد بن المفضّل قال : حدّثنا أسباط عن السدّي : ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِنم بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ) . . . الآية . فأخذ - يعني النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - بيد الحسن والحسين وفاطمة . وقال لعليّ : اتّبعنا . فخرج معهم ، فلم يخرج يومئذ النصارى ، وقالوا : إنّا نخاف أن يكون هذا هو النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وليس دعوة النبي كغيرها ، فتخلّفوا عنه يومئذ ، فقال النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لو خرجوا لاحترقوا . فصالحوه على صلح ، على أنّ له عليهم ثمانين ألفاً . فما عجزت الدراهم ففي العروض ، الحلّة بأربعين . وعلى أنّ له عليهم ثلاثاً وثلاثين درعاً ، وثلاثاً و ثلاثين بعيراً ، وأربعة و ثلاثين فرساً غازية ، كلّ سنة . وأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ضامنٌ لها حتّى نؤدّيها إليهم . ( تفسير الطبري : 3 / 297 ط دار الكتب العلمية - بيروت ) . وقال العلاّمة السّيّد محمّد الموسوي الحائري البحراني في كتابه " خلفاء الرسول " في قوله تعالى : ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِنم بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) : وذلك لظهور الولاية المسندة إلى الله سبحانه في الولاية العامّة المطلقة ، وظهور تساوي المتعاطفات في المعنى والحكم . وجه الدلالة : اتّفق المسلمون أجمعون على أنّ هذه الآية الكريمة نزلت في وفد نصارى نجران . وأجمعوا أيضاً على أنّ المراد من لفظة ( أَنفُسَنَا ) غير الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وذلك لأنّ الإنسان لاَ يدعو نفسه حقيقةً ، كما لاَ يكلّف نفسه حقيقةً ، فلابدّ من تعدّد الداعي والمدعو وعدم اتحادهما . وتسالموا أيضاً على أنّ ذلك الغير هو : عليّ بن أبي طالب ليس غير ، فتكون الآية دالّة بوضوح على أن نفس عليّ هي نفس رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولا يجوز على هذا التقرير أن تكون نفس عليّ عين نفس الرسول لبداهة بطلانه . بل المراد نفس عليّ مثل نفس الرسول نظيره ، و ما لهذا المعنى من ألفاظ ، وذلك يقتضي تساويهما في جميع الصفات على وجه العموم ليصحّ التماثل . نترك الأخذ بهذا العموم في وصف النبوّة ، لأنّ محمّداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان نبيّاً ، وعليّ ليس بنبيّ على الإجماع والضرورة من الدين ، وكذلك نترك الأخذ به في حقّ الفضل ، لقيام الضرورة على أنّ النبيّ أفضل من عليّ . فيبقي الباقي تحت العموم ، فهما مثلان في ما عدا هذين الأمرين بلا امتراء . فمن ذلك ما ثبت بإجماع المسلمين أنّ النبيّ محمّداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أفضل من سائر الأنبياء والمرسلين بلا استثناء ، فيجب أن يكون نفس عليّ ( عليه السلام ) مثله . وقال : حدّثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : حدّثنا ابن زيد قال : قيل لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لو لاعنت القوم ، بمن كنت تأتي حين قلت : أبناءنا وأبناءكم ؟ قال : حسن وحسين . وقال : حدّثني محمّد بن سنان قال : حدّثنا أبو بكر الحنفي قال : حدّثنا المنذر بن ثعلبة قال : حدّثنا علباء بن أحمر اليشكري قال : لمّا نزلت هذه الآية : ( فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ ) . . . الآية ، أرسل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى عليّ وفاطمة وابنيهما الحسن والحسين ، ودعا اليهود ليلاعنهم . فقال شابٌّ من اليهود : ويحكم أليس عهدكم بالأمس إخوانكم الّذين مُسخوا قردةً وخنازير ؟ لاَ تلاعنوا ، فانتهوا . ( خلفاء الرسول : 107 ) . أمّا الشوكاني : فقد قال في تفسيره : وأخرج الحاكم وصحّحه وابن مردويه وأبو نعيم في الدّلائل عن جابر قال : قدم على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) العاقب والسيّد ، فدعاهما إلى الإسلام ، فقالا : أسلمنا يا محمّد ، فقال : " كذبتما ، إن شئتما أخبرتكما ما يمنعكما من الإسلام ، قالا : فهات ، قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : حبّ الصليب ، وشرب الخمر ، وأكلّ لحم الخنزير . قال جابر : فدعاهما إلى الملاعنة ، فواعداه على الغد . فغدا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأخذ بيد عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، ثمّ أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه وأقرّا له ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : والّذي بعثني بالحقّ لو فعلا لأمطر الوادي عليهما ناراً . قال جابر ، فنزلت ( تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا ) . . . الآية . قال جابر : ( أَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ) : رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعليّ ( عليه السلام ) و ( أَبْنَآءَنَا ) : الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، ( وَنِسَآءَنَا ) : فاطمة ( عليها السلام ) . ورواه أيضاً الحاكم من وجه آخر عن جابر وصحّحه . وفيه أنّهم قالوا للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : هل لك أن نلاعنك ؟ وأخرج مسلم والترمذي وابن المنذر والبيهقي عن سعد بن أبي وقّاص قال : لمّا نزلت هذه الآية : ( فَقُلْ تَعَالَوْاْ ) دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اللّهمّ هؤلاء أهلي . ( فتح القدير : 2 / 347 ) . أمّا الأحاديث الواردة في تفسير الآية الكريمة فهي كثيرة ولا يمكن إحصاؤها ، ولكن نذكر جزءً منها على سبيل المثال لاَ الحصر : ففي عيون الأخبار عن الريّان بن الصلت قال : حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو ، وقد اجتمع في مجلسه من علماء أهل العراق و خراسان . فقال المأمون : أخبروني عن معنى هذه الآية ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَبَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) [ فاطر : 32 ] فقالت العلماء : أراد الله عزّوجلّ بذلك الأُمّة كلّها . فقال المأمون : ما تقول يا أبا الحسن ؟ فقال الرضا ( عليه السلام ) لاَ أقول كما قالوا ، ولكني أقول : المراد بذلك العترة الطاهرة . فقال المأمون : وكيف عنى العترة من دون الأُمّة ؟ والحديث طويل جدّاً ، ولكن نأخذ الشاهد منه ، حيث قال المأمون وقال الإمام الرضا ( عليه السلام ) حتّى وصلا في حديثهما إلى آية ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِنم بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا ) وقال : فأبرز النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) علياً والحسن والحسين وفاطمة صلوات الله عليهم وقرن أنفسهم بنفسه . فهل تدرون ما معنى قوله : ( وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ) ؟ قالت العلماء : عنى به نفسه . فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : لقد غلطتم ، إنّما عنى بها عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وممّا يدلّ على ذلك قول النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) حين قال : لتنتهين بنو وليعة أو لأبعثنّ إليهم رجلا كنفسي يعنى عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ( عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 232 . وقد ذكر الحديث أيضاً في الفضائل لأحمد : 2 / 571 / 966 و 593 / 1008 ، المناقب للخوارزمي : 136 / 153 ، المناقب لابن المغازلي : 428 ، وانظر جواهر العقدين : 2 / 173 ، كنز العمّال : 6 / 405 / 6133 ، نور الأبصار للشبلنجي : 227 ، وراجع أيضاً المصادر السابقة الّتي أشرنا إليها تحت عنوان : المباهلة ) . وأخرج صاحب المناقب عن جعفر الصادق عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين : انّ الحسن بن عليّ ( عليه السلام ) قال في خطبته : قال الله تعالى لجدّي ( صلى الله عليه وآله ) حين جحده كفرة أهل نجران و حاجّوه : ( فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ ) فأخرج جدّى ( صلى الله عليه وآله ) معه من الأنفس أبي ، ومن البنين أنا وأخي الحسين ، ومن النساء ، فاطمة أُميّ ، فنحن أهله ولحمه ، ودمه ونفسه ، و نحن منه وهو منّا . ( أمالي الشيخ الطوسي : 2 / 177 ، وعنه غاية المرام : 304 باب 4 حديث 3 ) . وأخرج البغوي في تفسيره : ( أَبْنَآءَنَا ) أراد الحسن والحسين ( عليهما السلام ) و ( وَنِسَآءَنَا ) فاطمة ، و ( أَنفُسَنَا ) عنى نفسه وعلياً ( عليه السلام ) . ( معالم التنزيل : 1 / 480 ) . وقال الفخر الرازي في تفسيره : فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعليه مرط من شعر أسود وقد احتضن الحسين و أخذ بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعليّ خلفها . ( تفسير الرازي : 8 / 80 ، الميزان في تفسير القرآن : 3 / 222 - 244 ) . ثمّ قال الرازي بعد ذلك : وأعلم أنّ هذه الرواية كالمتفق على صحّتها بين أهل الحديث والتفسير . وقال الشعبي عن جابر بن عبد الله قال : نزلت هذه الآية ( نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ . . . ) أبناءنا الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، و ( وَنِسَآءَنَا ) فاطمة ، و ( أَنفُسَنَا ) عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) . ( انظر شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني : 1 / 158 / 170 - 175 و 176 ، أسباب النزول للواحدي : 75 ) . وقال الحبري في تفسيره : نزلت هذه الآية في رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعليّ ( عليه السلام ) [ وهو ] نفسه ، ونساءنا ونساءكم فاطمة ، وأبناءنا وأبناءكم حسن وحسين ، والدعاء على الكاذبين العاقب والسيّد وعبد المسيح وأصحابهم ( تفسير الحبري : 50 / 9 ) . وقال الطبري في تفسيره بعد ما ذكر الآية : كان النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وعليّ وفاطمة والحسن والحسين - إلى أن قال : - وأخذ بيد الحسن والحسين وفاطمة ، وقال لعلي : اتبعنا فخرج معهم فلم يخرج يومئذ النصارى ، وقالوا : إنّا نخاف أن يكون هذا هو النبيّ وليس دعوة النبيّ كغيرها . . . " أبناءنا وأبناءكم " ؟ قال : حسن وحسين . . . ( تفسير الطبري : 2 / 300 ، الفخر الرازي في تفسيره للآية ، نور الأبصار للشبلنجي : 100 ) . وعن المطّلب بن عبد الله بن حنطب ، قال النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) لوفد ثقيف حين جاؤوه : لتسلمنّ أو لأبعثنّ عليكم رجلا منّي - أو قال : مثل نفسي - . ( ذخائر العقبى : 64 ، فضائل عليّ ( عليه السلام ) ومودّة القربى : 12 بالإضافة إلى المصادر السابقة ) .