responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : شمس الدين السخاوي    جلد : 1  صفحه : 281


كتابك أخذ من بيتي الساعة ، ولكنهم سيردونه قريباً ، وهذا شأنهم معي ، فلا تكن له كئيباً ، ولا تعده غريباً ، ثم يرجع إليه فيعطيه الكتاب ، ويقول : هذا هو قد رده إلي الأصحاب ، ومع ذلك كان كثير الصلاة والصيام والعبادة ، عظيم الانقطاع إلى الله ، قوي المجاهدة ، عظيم الزهادة ، وقد بلينا نحن بالآخرة بصاحب يجري مع الشيخ المذكور مجرى الإخوان ، وهو معه في عالم التخيل كفرسي رهان ، يتوهم خلوصاً فيواصل ، ويتخيل جسوماً فيعاصل ، فبين وضعه وفطامه طيف خيال ، وبين نقصه وتمامه طوق ريال ، بين احتراقه والتئامه فكرة ، وبين افتراقه والتحامه خطرة ، وقال ابن صالح ، جاور بالمدينة حتى مات ، ودفن هو وأخوه الزبير شرق قبة إبراهيم ابن النبي عليه السلام ، وهو في الدرر لشيخنا .
الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ، أبو محمد الهاشمي سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو ابن ابنته السيدة فاطمة الزهراء : وريحانته من الدنيا ، وأحد أصحابه ، ولد في شعبان - وقيل : في نصف رمضان - سنة ثلاث من الهجرة بالمدينة النبوية المهاجر إليها ، وكان يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاله أبو جحيفة وأنس فيما صح عنهما ، بل قاله أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، فإنه رآه يلعب ، فأخذه وحمله على عنقه ، وقال له : بأبي ، شبيه بالنبي ، ليس شبيهاً بعلي ، وعلي يبتسم ، ومناقبه رضي الله عنه كثيرة وشهيرة ، وترجمته تحتمل مجلداً ، وجمع عثمان بن عفان الناس يوماً لشيء ، وقيل له : تكلم يا أمير المؤمنين ، فقال : أنتظر سيد المسلمين ، وسماه ، وعهد إليه أبوه بالخلافة لما طعن ، وبايعه على ذلك أزيد من أربعين ألفاً ، وبقي على ذلك سبعة أشهر بالعراق وما وراءها من خراسان ، وبالحجاز واليمن وغير ذلك ، ثم ترك الأمر لمعاوية رضي الله عنهما ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حقه إن ابني هذا سيد ، وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين عظيمتين فكان كما أخبر ، فإنه تابعه بعد وفاة أبيه سبعون ألفاً فأكثر ، فزهد في الخلافة ولم يردها ، وسلمها إلى معاوية . وبايعه على شروط ووثائق ، وحمل إليه معاوية مالاً - قيل : إنه خمسمائة ألف ، أو أربعمائة ألف - بعد أن قال له : لأجيزنك بجائزة ما أجزت بها أحداً قبلك ، ولا أجيز بها أحداً من بعدك ، وصرح الحسن قبل ذلك بأنه ترك الخلافة ابتغاء وجه الله ، ولحقن دماء الأمة ، وفي لفظ لا تهتراق على يدي محجمة من دم ، وكسرت بذلك ظهور كثيرين من شيعته ، من الغيظ ، بحيث قيل له : يا مذل أعناق المؤمنين ، فقال لقائل ذلك لا تقل ذلك ، إني كرهت أن أقتلكم في طلب الملك ، والتمس منه معاوية الصعود معه على المنبر : ويخبر الناس : أنه قد بايع معاوية ، فصعد ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال أيها الناس ، إن الله هداكم بأولنا ، وحقن دماءكم بآخرنا ، وإني قد أخذت لكم على معاوية أن يعدل فيكم ، وأن يوفر عليكم غنائمكم ، وأن يقسم فيكم فيئكم ، ثم أقبل عليه ، فقال أكذلك ؟ قال نعم ثم هبط من المنبر ، وهو

281

نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : شمس الدين السخاوي    جلد : 1  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست