responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : شمس الدين السخاوي    جلد : 1  صفحه : 280


عشر سنة ، كما سيأتي في الزبير ، وقال ابن فرحون : كان من العلماء المتقشفين المتخيلين ، بحيث كان إذا خرج من بيته يقف ساعة يعوذ بابه ويحوطه ، ويظن أنه يخلف على بيته فإذا رجع إليه ، تخيل إليه أنه تحول وتغير ، فيدعو على من فعل ذلك ، وما ثم سوى الخبال ، وكان على باب بيته ورقة طولية عريضة ، فيها من التعاويذ والأقسام وعزائم الجان أنواع ، كل ذلك مع الصلاح الكثير ، والانقطاع العظيم ، والتعبد والتحرز وكثرة الصدقة ، وكان يتهم المحيوي الحوراني بأنه يسحره في كتبه وفي قدره ، قال لي يوماً : بينما قدري على النار إذ صار أسفلها مثل الغربال ، ينزل منه المرق نزول المطر ، فعلمت أنها مسحورة ، فقرأت عليها كذا وكذا حتى زال عنها ذلك السحر ، وكان إذا أعاره أحد كتاباً ثم جاء لطلبه ، يدخل بيته ، فيدور ، ثم يخرج ، فيقول له : كتابك أخذ من بيتي ساعة ، ولكنهم سيردونه إلي عن قريب ، لأن هذه عادتهم معي فيه ، فيذهب صاحب الكتاب ، وهو متشوش الخاطر ، ثم يرجع إليه فيجد كتابه ، فيقول : هذا كتابك ردوه إلي ، وقال للسراج ما حاصله : علمت قصيدة ذكرت فيها من صفات النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يذكره غيري ، فقال له : هات منها ، فذكر أبياتاً ، منها : فبوطئه صار التراب طهورا فقال له السراج : كذب من قال هذا ، فأخذ عليه وهجره ، وبعث إلى القاهرة يستفتي فيما يجب عليه ، ومكث أياماً لا يصلي خلفه ، ويتركه حتى يقيم الصلاة ويدخل المحراب في العشاء الآخرة ، فيتقدم إلى الشمعة فيقد منها شمعته والإمام يصلي ، وربما ركع وهو قائم يحسن الطوافة ، ويفته رأسها ، حتى أنكر ذلك عليه ، والسراج يتغافل عنه ، ويكره شره ، لأنه كان له بالقاهرة أهل وأقرباء ، أجلهم أخوه حسين الأوساني ، علامة القاهرة في وقته ، وولده أيضاً من المتقين ، واستمر صاحب الترجمة على هذا حتى قام النكير عليه ، وأخبرني : أنه لما انتقل من المدرسة ، ومنع من الجامكية - وكان لها يومئذ وقع - لقيه رجل لا يعرفه ، ولا يدري من هو فأعطاه صرة فيها القدر الذي كان يدفع له في المدرسة ، وقال المجد : كان أحد الفضلاء الأبدال الجوالين في عالم الخيال ، قد غلب عليه التوهم ، والتخيل حتى سد عنه باب التدبير والتحيل ، كان شأنه في التخيل من أعجب العجائب ، وله فيه حكايات وواقعات وغرائب ، إذا خرج من بيته يقف زماناً طويلاً على الباب ، ويقرأ عليه ويعوذ ، ويحوط بآي كثيرة من الكتاب ، ويحكمه بأقفال ومغاليق وثيقة ، فإذا رجع لا يشك أنه تغير جميع ما في بيته حقيقة ، وكان يتهم جماعة من الصالحين الكبار أنهم يسحرونه آناء الليل والنهار ، ذكر بعض أشياخ الحرم ، قال : قال لي يوماً : بينما قدرتي على النار إذ صار أسفلها مثل الغربال ، ينزل منها المرق نزول المطر ، فعلمت أنها مسحورة ، فقرأت عليها كذا وكذا ، فزال واستوى الطعام في الحال ، وإذا أعاره أحد كتاباً ، وجاء يطلبه يدخل بيته ويفتش ، ثم يخرج ويقول :

280

نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : شمس الدين السخاوي    جلد : 1  صفحه : 280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست