نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : شمس الدين السخاوي جلد : 1 صفحه : 26
إلى القصد الأعظم ، فيقف مقابل وجه النبي صلى الله عليه وسلم . والذي تحرر الآن مما يوصل لذلك : هو أن يقف عند الصرعة الثانية من باب المقصورة القبلي ، الذي عن يمين مستقبل القبر الشريف ، فمن حاذاها كان محاذياً لذلك ، ثم يمشي لجهة يمينه يسيراً نحو ذراع للسلام على صاحبه وخليفته وأفضل الأمة من بعده ، أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، ثم كذلك للسلام على صاحبهما أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ، ثم يمشي إلى آخر الصفحة الأخرى عند الباب الذي يدخل منه لوقيد الحجرة بالقرب من باب جبريل ، للسلام على السيدة فاطمة الزهراء أم الحسنين ، وابنة سيد الأولين والآخرين ، لما قيل : إن قبرها بالحجرة الشريفة قبل القبور المعظمة مما يلي الشام ، وهو بينها ، قال العز بن جماعة : إنه أظهر الأقوال ، وإن مشيت في الصفحة التي بها القبور الشريفة ، بعد مجاوزة أمير المؤمنين نحو ذراعين فأزيد كنت تجاه وجهها . وأبوابه : أربعة : باب السلام . وباب الرحمة ، وهما : في الجهة الغربية ، وقد سكنت في إحدى مجاوراتي بالباسطية ، وهي قريبة من الأول ، وفي أخرى بالمزهرية ، وهي قريبة من الثاني ، ولعل السبب في تسميته باب الرحمة أنه - فيما نرجو - الباب المشار إليه بنحو دار القضاء الذي سأل بعض من دخل منه النبي صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء ، وأجيب بالغيث والرحمة . وبلغني أنه في أيام مباشرة يزد بك التاجي لعمارة المسجد - أيام الظاهر جقمق - راموا إصلاح الأسطوانة ، المقابلة لدكة بواب الرحمة لخلل فيها ، وراموا ذوب رصاص بجانبها لسكبه فيها ، فلم تؤثر النار فيه ، فصاح عليهم الشيخ الجمال عبد الله بن الشمس محمد بن أحمد الششتري - عم إبراهيم بن محمد - الآتيين : إن النار لا تؤثر في باب الرحمة ، فبادروا وتحولوا لمحل آخر خارج المسجد فبمجرد أن أطلقت النار ذاب بعد بأسهم أولاً . وممن شهد ذلك : حسين بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الواحد ، وإبراهيم الششتري ، المذكور ، وغيرهما . وقال لي أبو الفتح الشكيلي - أحد رؤوس نوب الفراشين المجاور للباب المذكور - إنه شاهد ذلك . وحكى كما في الشفاء : أن قوماً أتوا سعدون الخولاني ، فأعلموه أن كتابه قتلوا رجلاً ، وأضرموا عليه النار طول الليل ، فلم تعمل فيه شيئاً ، وبقي أبيض البدن ،
26
نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : شمس الدين السخاوي جلد : 1 صفحه : 26