نام کتاب : الأئمة الإثني عشر نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 202
وقد كان الاعتقاد بظهور المهدي في عصر الأئمة الهداة أمرا مسلما ، حتى أن دعبل الخزاعي ذكره في قصيدته التي أنشدها لعلي بن موسى الرضا - عليه السلام - فقال : خروج إمام لا محالة قائم * يقوم على اسم الله والبركات يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعماء والنقمات ولما وصل دعبل إلى هذين البيتين بكى الرضا - عليه السلام - بكاء شديدا ثم رفع رأسه ، فقال له : يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين ، فهل تدري من هذا الإمام ومتى يقوم ؟ فقلت : لا يا مولاي ، إلا أني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من الفساد ، ويملأها عدلا كما ملئت جورا . فقال : يا دعبل ، الإمام بعدي محمد ابني ( الجواد ) وبعد محمد ابنه علي ( الهادي ) ، وبعد علي ابنه الحسن ( العسكري ) ، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم ، المنتظر في غيبته ، المطاع في ظهوره ، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأها عدلا كما ملئت جورا ، وأما متى ؟ فإخبار عن الوقت ، فقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عن علي - عليه السلام - : إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قيل له : يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك ؟ فقال : مثله مثل الساعة لا يجليها لوقتها إلا هو ، ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة [1] .