نام کتاب : الأئمة الإثني عشر نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 149
ولما انتشر علم الإمام وفضله ، أخذت الأفئدة والقلوب تشد إليه ، وفي الأمة الإسلامية رجال واعون يميزون الحق من الباطل ، فكثر التفاف المسلمين حول الإمام الرضا - عليه السلام - وازدادت أعدادهم ، مما دفع بالخلافة العباسية إلى محاولة سحب البساط من تحت أرجل الإمام - عليه السلام - وأعوانه قبل أن تستفحل الأمور ويصعب السيطرة على الموقف بعدها ، فلجا المأمون إلى مناورة ذكية ماكرة استطاع من خلالها قلب تيار الأحداث لصالحه ، حيث استقدم الإمام الرضا - عليه السلام - وجملة من وجوه الطالبيين إلى مقر الحكومة آنذاك في مرو من مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، معززين مكرمين حتى أنزلوهم إلى جوار مقر الخلافة ريثما يلتقي المأمون بالإمام علي بن موسي - عليه السلام - . وما كان من المأمون إلا أن بعث إلى الإمام الرضا - عليه السلام - قبل اجتماعه به : إني أريد أن أخلع نفسي من الخلافة وأقلدك إياها فما رأيك ؟ فأنكر الرضا - عليه السلام - هذا الامر وقال له : أعيذك بالله يا أمير المؤمنين من هذا الكلام وأن يسمع به أحد فرد عليه الرسالة : فإذا أبيت ما عرضت عليك فلابد من ولاية العهد بعدي ، فأبى عليه الرضا اباء شديدا . فاستدعاه وخلا به ومعه الفضل بن سهل ذو الرياستين - ليس في المجلس غيرهم - وقال له : إني رأيت أن أقلدك أمر المسلمين وأفسخ ما في رقبتي وأضعه في رقبتك . فقال له الرضا - عليه السلام - : الله الله يا أمير المؤمنين إنه لا طاقة لي بذلك ولا قوة لي عليه .
149
نام کتاب : الأئمة الإثني عشر نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 149