منا وحاصله : أنّ العلوم كلَّها ينبئ عنها ويبيّنها ويشار إليها بتسع وعشرين حرفا أولها ألف وهو يقرأ على قسمين معطوفة ( ل ) وغير معطوفة ( ل ) والمعطوفة منها أكثر معنى من غير المعطوفة لكثرة مبانيه فبين عليه السّلام أنه لم يؤذن تكوينا للعقول فهم المعارف الخارج منا إليكم إلا بقدر الألف غير المعطوفة ، أو إنّا لم نبين لكم إلا بقدر الألف غير المعطوفة يعني أن هناك معارف لنا لم تبين بعد ، ولم يؤذن لكم تكوينا فهمها كما دلّ عليه بعض الأحاديث وسيأتي حديثها وتفصيلها إن شاء الله تعالى في الشرح . وفيه أيضا وفي أمالي الصدوق بسند كالصحيح عن الثمالي قال : قال أبو جعفر عليه السّلام : يا ثمالي لا تجعلوا عليا عليه السّلام دون ما وضعه الله ، ولا ترفعوه فوق ما رفعه الله ، كفى عليا أن يقاتل أهل الكرة وأن يزوّج أهل الجنة . أقول : المراد بأهل الكرة قتاله عليه السّلام في الرجعة أهل الخلاف ، والله العالم وبيده عليه السّلام في الجنة أمر تزويج المؤمنين والمؤمنات . وعن أمالي الشيخ وغيره عن المفيد رحمه الله بإسناده عن محمد بن زيد الطبري قال : كنت قائما على رأس الرضا عليه السّلام بخراسان وعنده جماعة من بني هاشم منهم إسحاق ابن العباس بن موسى عليه السّلام فقال : يا إسحاق بلغني أنكم تقولون : إن الناس عبيد لنا ، لا وقرابتي من رسول الله صلَّى الله عليه وآله ما قلته قط ، ولا سمعته من أحد من آبائي ، ولا بلغني عن أحد منهم ، قال له : لكنّا نقول : الناس عبيد لنا في الطاعة ، موال لنا في الدين ، فليبلغ الشاهد الغائب . أقول : دلَّت هذه الأخبار الصحيحة على موارد الغلو المنفية عنهم عليهم السّلام وعلى أن جميع الفضائل التي وردت فيهم كتابا وسنة قليلة بالنسبة إليهم بعد القول والاعتقاد بكونهم عبيد الله تعالى ، خصوصا حديث كامل التمار حيث دلّ على أن ما يقولون ما عسى أن يبلغ واقع فضائلهم عليهم السّلام . هذا وأحسن حديث ورد في بيان نفي الغلو مع بيان معناه وثبوت الولاية لهم ،