responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : ابن أبي العز الحنفي    جلد : 1  صفحه : 330


لا يصلح له أن يتخذ من المخلوقين خليلا وأنه لو أمكن ذلك لكان أحق الناس به أبو بكر الصديق مع أنه صلى الله عليه وسلم قد وصف نفسه بأنه يحب اشخاصا كقوله لمعاذ والله إني لأحبك وكذلك قوله للأنصار وكان زيد بن حارثة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنه أسامة حبه وأمثال ذلك وقال له عمرو بن العاص أي الناس أحب إليك قال عائشة قال فمن الرجال قال أبوها فعلم أن الخلة أخص من مطلق المحبة والمحبوب بها لكمالها يكون محبا لذاته لا لشيء آخر إذ المحبوب لغيره هو مؤخر في الحب عن ذلك الغير ومن كمالهالا تقبل الشركة ولا المزاحمة لتخللها المحبة ففيها كمال التوحيد وكمال الحب ولذلك لما اتخذ الله إبراهيم خليلا وكان إبراهيم قد سأل ربه أن يهب له ولدا صالحا فوهب له إسماعيل فأخذ هذا الولد شعبة من قلبه فغار الخليل على قلب خليله أن يكون في مكان لغيره فامتحنه به بذبحه ليظهر سر الخلة في تقديمه محبة خليله على محبة ولده فلما استسلم لأمر ربه وعزم على فعله فظهر سلطان الخلة في الإقدام على ذبح الولد إيثارا لمحبة خليله على محبته نسخ الله ذلك عنه وفداه بالذبح العظيم لأن المصلحة في الذبح كانت ناشئة من العزم وتوطين النفس على ما أمر فلما حصلت هذه المصلحة عاد الذبح نفسه مفسدة فنسخ في حقه وصارت الذبائح والقرابين من الهدايا والضحايا سنة في أتباعه إلى يوم القيامة وكما أن منزلة الخلة الثابتة لإبراهيم صلوات عليه قد شاركه فيها نبينا صلى الله عليه وسلم عليه كما تقدم كذلك منزلة التكليم الثابتة لموسى صلوات الله عليه قد شارك فيها نبينا صلى الله عليه وسلم كما ثبت ذلك في حديث الإسراء

330

نام کتاب : شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : ابن أبي العز الحنفي    جلد : 1  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست