نام کتاب : شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : ابن أبي العز الحنفي جلد : 1 صفحه : 284
حكمته تأبى ذلك فلا يكون في جناب الحق تعالى ان يريد شيئا يكون فسادا من كل وجه لا مصلحة في خلقه بوجه ما هذا من أبين المحال فإنه سبحانه الخير كله بيده والشر ليس إليه بل كل ما إليه فخير والشر إنما حصل لعدم هذه الإضافة والنسبة إليه فلو كان اليه لم يكن شرا فتأمله فانقطاع نسبته اليه هو الذي صيره شرا فإن قيل لم تنقطع نسبته إليه خلقا ومشيئة قيل هو من هذه الجهة ليس بشر فإن وجوده هو المنسوب إليه وهو من هذه الجهة ليس بشر والشر الذي فيه من عدم إمداده بالخير وأسبابه والعدم ليس بشيء حتى ينسب إلى من بيده الخير فإن أردت مزيد إيضاح لذلك فاعلم أن أسباب الخير ثلاثة الإيجاد والإعداد والامداد فإيجاد هذا خير وهو إلى الله وكذلك إعداده وإمداده فإن لم يحدث فيه اعداد ولا إمداد حصل فيه الشر بسبب هذا العدم الذي ليس إلى الفاعل وإنما إليه ضده فإن قيل هلا أمده إذ أوجده قيل ما اقتضت الحكمة إيجاده وإمداده وانما اقتضت إيجاده وترك امداده وفإيجاده خير والشر وقع من عدم امداده فإن قيل فهلا أمد الموجودات كلها فهذا سؤال فاسد يظن مورده أن التسوية بين الموجودات أبلغ في الحكمة وهذا عين الجهل بل الحكمة في هذا التفاوت العظيم الذي بين الأشياء وليس في خلق كل نوع منها تفاوت فكل نوع منها ليس في خلقه تفاوت والتفاوت إنما وقع لأمور عدمية لم يتعلق بها الخلق وإلا فليس في الخلق من تفاوت فإن اعتاص عليك هذا ولم تفهمه حق الفهم فراجع قول القائل
284
نام کتاب : شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : ابن أبي العز الحنفي جلد : 1 صفحه : 284