نام کتاب : نظرة في كتاب الفصل في الملل نویسنده : الشيخ الأميني جلد : 1 صفحه : 47
أبا طالب ، فقد حرم الله تعالى عليه بعد ذلك ونهاه عن محبته ، وافترض عليه عداوته . ج - النبي ( صلى الله عليه وآله ) وإن أكد على صلة الأرحام ، لكنه كان يرى الكفر حاجزا عنها وإن تأكدت معه وشائج الرحم ولذلك قلا أبا لهب وهتف بالبراءة منه بسورة مستقلة [1] ، ولم يرفع قيد الأسار عن عمه العباس وابن عمه عقيل إلا بعد تظاهرهما بالإسلام ، وأجرى عليهما حكم الفدية مع ذلك ، وفرق بين ابنته زينب وزوجها أبي العاص طيلة مقامه على الكفر حتى أسلم وسلم . فلم يكن محبة النبي ( صلى الله عليه وآله ) لمن يحبه إلا لثباته في الإيمان ورسوخ كلمة الحق وتمكنه من فؤاده ، فهو إذا أحب أحدا كان ذلك آية تضلعه في الدين وتحليه باليقين ، وهذه قضية قياسها معها ، وهي مرتكزة في القلوب جمعاء ، حتى أن ابن حزم نفسه أحتج بأفضلية عائشة على جميع الأمة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بحديث باطل رواه من أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال لها : أنت أحب الناس إلي . وأما أبو طالب فقد اعترف الرجل بمحبة النبي له أولا ، ونحن نصدقه على ذلك ، ونراه فضلا له ، وأي فضل . وأما دعواه تحريم المحبة بعد ذلك ، ونهي الله عنها ، وأمره