نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 355
يسبون فلم يسب معهم . . . فسأله هذا السؤال . قالوا : ويحتمل تأويلا آخر أن معناه ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه أخطأ [1] . أقول : أولا : إن معاوية لتأخر إسلامه وعدم اعتنائه بالشريعة غير مجتهد ، وهو نفسه يصرح بأنه : ما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل عنه حديثا مني [2] . وثانيا : لو بنينا مذهبنا على هذه التأويلات الركيكة ، المشمئزة منها الطبع ، الخارجة عن طريقة أهل اللسان المألوفة ، لحكمنا على أنفسنا ، ولا يقبل عاقل منا هذا الدفاع عن الصحابة ، لا سيما كمعاوية وأمثاله ، والله سبحانه لا يرضى الغلو في الدين لأحد . ثم إنه لو سلمنا وسلم العقلاء أن مراد معاوية من تأنيب سعد على عدم سبه عليا هو تشويقه لذكر مناقب علي ! ! لكن ماذا يصنع المتأولون بما صدر عن معاوية من سب علي وآله وشتمهم وتحقيرهم بما هو متواتر ؟ وماذا يقولون عن حربه معه في صفين وكونه من فئة باغية داعية إلى النار ، إلا أن يقال إن المراد بالنار هي الجنة ، وإن الغرض من حربه في صفين إلزامه عليا بأن يقبل بيعته وبيعة أهل الشام وإدخال الشام في دائرة حكومته كالكوفة ! ! أخرج أحمد والحاكم وصححه عن أم سلمة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله .
[1] صحيح مسلم بشرح النووي 15 : 175 - 176 . [2] صحيح مسلم بشرح النووي 17 : 23 .
355
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 355