نام کتاب : مناظرات الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 36
ودخوله فيها ، فمن تلك الطينة خلق الأشياء ! ! قال ( عليه السلام ) : سبحان الله تعالى ! ! ما أعجز إلها يوصف بالقدرة ، لا يستطيع التفصي من الطينة ! إن كانت الطينة حية أزلية ، فكانا إلهين قديمين فامتزجا ودبرا العالم من أنفسهم ، فإن كان ذلك كذلك ، فمن أين جاء الموت والفناء ؟ وإن كانت الطينة ميتة فلا بقاء للميت مع الأزلي القديم ، والميت لا يجئ منه حي . وهذه مقالة الديصانية ، أشد الزنادقة قولا وأمهنهم مثلا ، نظروا في كتب قد صنفها أوائلهم ، وحبروها بألفاظ مزخرفة من غير أصل ثابت ، ولا حجة توجب إثبات ما ادعوا ، كل ذلك خلافا على الله وعلى رسله بما جاءوا عن الله . فأما من زعم أن الأبدان ظلمة ، والأرواح نور ، وأن النور لا يعمل الشر ، والظلمة لا تعمل الخير ، فلا يجب عليهم أن يلوموا أحدا على معصية ولا ركوب حرمة ولا إتيان فاحشة ، وإن ذلك عن الظلمة غير مستنكر ، لأن ذلك فعلها ولا له أن يدعو ربا ، ولا يتضرع إليه ، لأن النور الرب ، والرب لا يتضرع إلى نفسه ولا يستعبد بغيره ، ولا
36
نام کتاب : مناظرات الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 36