نام کتاب : مشارق أنوار اليقين نویسنده : الحافظ رجب البرسي جلد : 1 صفحه : 351
الحسد منهم على كل حسن ، الصديق الحميم والسليم الود منهم كالسليم ، والحل الموحد وخل الودود لمعاصم الغيبة وأذامم الريبة يسرون الحسنات ويظهرون السيئات ، ويحبون أن تشيع الفاحشة ، فثق بالله وذرهم واتخذ إليه سبيلا ، ( واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا ) . وتأسيت بقول الرسول صلى الله عليه وآله : إن الله أخذ ميثاق المؤمن أن لا يصدق في قوله ، ولا ينتصف من عدوه ، ولا يشفى من غلبة ، ومن آذى مؤمنا لم يدخل حضرة القدس . ( 1 ) والمؤمن هو العارف بعلي . وإليه الإشارة بقوله : أعرفكم بالله سلمان ( 2 ) . وكان سلمان أعرف الناس بعلي ، فمن كانت معرفته بعلي أكثر كان لله أعرف وإليه أقرب . فليس الإيمان إلا معرفة علي وحبه ، لأن من عرف عليا عرف الله . وإليه الإشارة بقوله : يعرفك بها من عرفك ( 3 ) ، فمن آذى مؤمنا حسدا على ما آتاه الله فحسبه قول مولاه : ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ) ( 4 ) . ودخلت بركة دعائهم في جملة المرحومين ، وصرت من شيعتهم الموحدين ، بقولهم : رحم الله شيعتنا إنهم أوذوا فينا ولم نؤذ فيهم ، ( 5 ) أوذيت حسدا على ما في فضلهم ، أوتيت طربا بما أوليت : أما والذي لدمي حلا * وخص أهيل الولا بالبلا لئن ذقت فيه كؤوس الحمام * لما قال قلبي لساقيه : لا فموتي حياتي وفي حبه * يلذ افتضاحي بين الملا مضت سنة الله في خلقه * بأن المحب هو المبتلى فقمت أهجر معتذرا إلى من لامني ولحاني ، وقلت له مقالة الوامق العاني ، إلا بما أولاني ربي من خصائص ديني ، يكفيني بها من النار ويقيني ، وحب علي وعترته فرضي وسنتي وديني ، وقبلتي وعدتي ويوم فاقتي ، وبه ختم أعمالي ومقالتي وقلت فرضي ونفلي وحديثي أنتم * وكل كلي منكم وعنكم
( 2 ) تقدم الحديث . ( 3 ) تقدم الحديث . ( 4 ) النساء : 54 . ( 5 ) تقدم الحديث
351
نام کتاب : مشارق أنوار اليقين نویسنده : الحافظ رجب البرسي جلد : 1 صفحه : 351