نام کتاب : مشارق أنوار اليقين نویسنده : الحافظ رجب البرسي جلد : 1 صفحه : 350
الصادق ، والكتاب الناطق ، لأن الرب العلي ، والنبي الأمي ، أشد حبا لعلي كأعظم معرفة بالولي ، فقل لمن أغراه هواه وأهواه : ( هذه سبيلي أدعو إلى الله ) ، وقل لمن أذعن في حربي : ( إني على بينة من ربي ) [1] ، ولقد شاع عن حبي ليلى ، وإنني كلفت بها عقا ، وهمت بها وجدا ، فعرض لي من كل شئ حسانه ، وعرضن لي حبا ، وأبدين لي ودا ، وقلن عسى أن ينقل القلب ناقل غرامك عن ليلى إلينا فما أبدى : أبى الله أن أنقاد إلا لحبها * وأعشقها إذا ألفيت مع غيرها أبدا فوالله ما حبي لها جاز حده * ولكنها في حسنها جازت الحدا فقل للآثم والنائم من سره المبنى المنبتة لمن أنت أنت به ، أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده فها أنا في حبهم مقتد ، بخاتم النبيين والكتاب المبين ، إذ مدحه فيه بين الباء والسين ، وأقول كما قال بعض العارفين : لبيت لما دعاني ربة الحجب * وغبت عني نها من شدة الطرب تركية في بلاد الهند قد ظهرت * ووجهها في بلاد الهند لم يغب ألوت تطل على أبيات فارسها * إلى لوي فصار الحسن في العرب ولست ممن غدا في الحب متهما * وفي انتسابي إليه ينتهي نسبي فكل صب بهاؤه وجاء ببر * هان على حب ليلى فهو ابن أبي ( 2 ) فقمت أهزأ في حبها اللوام ، ولا أخشى ملام من لام ، وأقول بلسان أهل المعرفة والغرام : يلومونني في حبه من حسد * ولست أخشى من عدو كمد وأشرب في الأرواح راح الولا * من قبل أن يخلق كرم الجسد فها أنا بشنان من حبها * في السكر العشاق حق الأبد فشهرت ذيل العزلة ، وأخرت يدي من حب الوحدة ، وآنست بالحق وذاك أحق ، إذ لا خير في معرفة الخلق ، أقتدي بقول سيد النبيين وشفيع يوم الدين : الخير كله في العزلة ( 3 ) ، والخير والسلامة في الوحدة ، والبركة في ترك الناس ، خصوصا أهل هذا الزمان جواسيس العيوب ، اللابس أثواب