responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت    جلد : 5  صفحه : 284


هل نافع نفسك أذللتها * كرامة البيت وعز القبيل إنا إلى الله ، وإنا له * وحسبنا الله ، ونعم الوكيل فمال الأمر كله إلى الله سبحانه وتعالى ، وكرامة البيت ، وعز القبيلة ، لن يغنيا المرء شيئا إن أذل نفسه .
هذه الرؤية الدقيقة للحياة وحقائقها تكشف لنا أنه ( رض ) كان ينظر إلى الكرامة والعزة باعتبارهما أمرين إلهيين لا محيد عنهما ، وإن الذلة طريق يناقض طريق الإيمان ، فما دام المقام في هذه الدنيا قليل فليستصغر المرء مجريات الحياة من آلامها وخطوبها ، بل فليستصغر الأيام ذاتها ، وحينذاك لن يبقى في وسع الذلة أن تتسرب إلى موقف الإنسان مهما كان الخطب ، والأمر كله لله .
لاحظ هذه الحساسية تجاه مواقف الذلة ، واعتبارها نقيض كرامة النسب وعزته ، ثم أنظر تطبيقات هذه الحساسية في حياة الشريف وشعره ، وتصوركم هو عمق الألم عن الصغار ! ؟ . والإباء المحلق عن الضيم ، رمز إلى استسهال الصعاب في سبيل الحفاظ على العزة والكرامة .
وهو لا يجدر عذرا للقبول بالذل ما دام معه السيف :
أي عذر له إلى المجد ؟ إن ذل * غلام في غمده المشرفي ثم ينتقل إلى السبب الذي يحدوه لاعتبار مقامه حيث هو ذلا ، إذ يقول :
ألبس الذل في ديار الأعادي * وبمصر الخليفة العلوي من أبوه أبي ومولاه مولا * ي ، إذا ضامني البعيد القصي لف عرفي بعرقه سيدا لنا * س جميعا محمد وعلي أرأيت ؟ ها هو ذا يبين لنا أن بذاخة نسبه سبب اعتباره أن مقامه حيث هو ذلا ، فهناك حاكم علوي يلتقي بالنسب الباذخ معه ، فالأجدر أن يلتحق به .
وهكذا ينقلنا الشريف إلى المحور الثاني الذي هو مدار فخره :
المحور الثاني : محور النسب ، وهو في قناعتنا الأساس الذي تتفرع منه مواقف الرضي في شعره وغير شعره ، فهو ينظر إلى نفسه نظرة تاريخية باعتباره حلقة من سلسلة طيبة هو ملزم ذاتيا وموضوعيا أن يسير في حياته على مقتضيات ذلك .

284

نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت    جلد : 5  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست