نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 275
وهذه بعض النماذج التي لا بد من ملاحظتها في هذا المجال : 1 - " ليس له شعر في الهجاء يشبه هجاء الشعراء الذين كانوا يهجون بقبيح القول والألفاظ الفاحشة ، فالشريف إن وجد في شعره ما يشبه الهجاء فهو بألفاظ نقية إلى آخره " . 2 - " ولم يكن يخرج من فم هذا الرجل النبيل حقيقة كلمة واحدة من الكلمات القبيحة التي يتلفظ بها العامة ، التي نجد مثلها عند إبراهيم الصابي صاحب ديوان الرسائل ، وعند الوزير المهلبي ، وعند الوزير ابن عباد . وإذا كان غيره من الشعراء قد استباحوا لأنفسهم في الذم كل قبيح ، فإننا لا نجد للشريف الرضي في باب الهجاء أقوى من ذمه لمغن بارد قبيح الوجه : تغفي بمنظره العيون إذا بدا * وتقئ عند غنائه الاسماع أشهى إلينا من غنائك مسمعا * زجل الضراغم بينهن قراع [18] ونحن نلاحظ هنا كذلك أنه حتى في هذا المورد قد نزع إلى التغني بما تهفو إليه نفسه ، ويشده إليه طموحه ووجده ، ألا وهو معالي الأمور وعظائمها ، التي لا تنال إلا بركوب الأهوال ، ومقارعة الرجال الأبطال ، كما صرح به في البيت الثاني آنف الذكر . وفيما يرتبط بغزل الشريف نجدهم يقولون : " لم يزل زلة واحدة ، ولم ينحرف به الطريق عن العفة ، والشرف ، والخلق الرفيع في هذا الباب " [19] . ويقولون : " . . . والذي نقرؤه من مجموعتي أخلاقه وشعره ترفعه عن نوع من الغزل ، يستعمله الخلعاء ، أو ما يشبه العبث والمجون ، وهذا النوع قد لا تطاوعه شاعريته عليه لو أراده ، وهو الذي يخل بمقامه وشرفه " . [20] وأما فيما يرتبط بوصفه للخمرة ، ومجالس الغناء ، ونحو ذلك ، فيرى المحققون أنه " إذا تحققنا أن الشريف لم يشرب ، ولم يسمع ، ولم يجالس أرباب اللهو والمهازل ، لم يتخذ
[18] الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري ، 1 : 506 ، ط بيروت سنة 1387 ه . [19] أعيان الشيعة 9 : 223 . [20] حقائق التأويل ، مقدمة الشيخ عبد الحسين الحلي : 106 .
275
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 275