نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 270
وقد وجه ابن عنبة نسبة الزيدية إليه وقوله بأنه أحق من قريش بالإمامة بقوله : " وأظن : إنما نسب إلى ذلك لما في أشعاره من هذا ، كقوله - يعني نفسه - : هذا أمير المؤمنين محمد * طابت أرومته وطاب المحتد أو ما كفاك بأن أمك فاطم * وأباك حيدرة وجدك أحمد وأشعاره مشحونة بذلك . ومدح القادر بالله ، فقال في تلك القصيدة : ما بيننا يوم الفخار تفاوت * أبدا كلانا في المفاخر معرق إلا الخلافة ميزتك فإنني * أنا عاطل منها وأنت مطوق فقال له القادر بالله : على رغم انفك الشريف [2] . أما الشيخ عبد الحسين الحلي ، فيرى : " إن تلك التهمة - الزيدية - قد ألصقت به من قبل آبائه لأمه ، لأن بني الناصر الكبير أبي محمد ( الحسن الأطروش ) صاحب الديلم ، لكن هذا قد ثبت لدى علماء الرجال من الإمامية وفي طليعتهم السيد الشريف المرتضى علم الهدى في كتابه : شرح المسائل الناصرية نزاهته ، ونزاهة جميع بنيه عن تلك العقيدة المخالفة لعقيدة أسلافهم . سوى أن اصطلاح الكتاب أخيرا جرى على تسمية الثائر في وجه الخلافة زيديا ، ولمن كان بريئا من عقائد الزيدية ، يريدون أنه زيدي النزعة لا العقيدة . وربما تطرفوا ، فجعلوا لفظ : زيدي ، لقبا لكل من تحمس للثورة ، وطالب بحق زعم أنه أهله ، وإن لم يجرد سيفا ، ولم يحد قيد شعرة عن مذهب الإمامية في الإمامة ، ولا عن طريقة الجماعة . ولقد كان أبو حنيفة في نقل أبي الفرج الأصبهاني زيديا ، وكذا أحمد وسفيان الثوري ، وأضرابهم من معاصريهم . ومراده من زيديتهم : إنهم يرون أن الخلافة الزمنية جائرة ، وإن الخارج آمرا بالمعروف أحق بالاتباع والبيعة " [3] . وقال : " الذي يقال : إنه إمام الزيدية هو الملقب بالداعي إلى الحق ، وهو الحسن ابن زيد . . . توفي بطبرستان سند 250 ه . . . وأما الحسن بن علي الملقب بالناصر للحق الكبير ، وهو الأطروش ، أحد أجداد الشريف لأمه والحسن أو الحسين بن علي - أو ابن