نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 269
وعلمه ، وفضله ، وسمو نفسه ، وعن كرائم أخلاقه ، إلا أننا - مع ذلك - قد عثرنا أخيرا على نصين متميزين وغريبين في نفسهما مما اضطرنا لخوض غمار البحث من أجل إثارة الكوامن ، وتسليط الأضواء الكاشفة ، لينكشف زيف الزائف ، ويبطل خداع السراب . الأكذوبة الأولى : الشريف الرضي كان زيديا ؟ ! قال ابن عنبة : " ووجدت في بعض الكتب أن الرضي كان زيدي المذهب ، وأنه كان يرى أنه أحق من قريش بالإمامة " [1] . مناقشة النص ولكن ذلك لا يصح ، فإنه كونه إماميا أشهر من النار على المنار ، ومن الشمس في رابعة النهار ، بل لقد كان - على حد تعبير ابن تغري بردى - : " كان عالي الهمة ، متدينا ، إلا أنه كان على مذهب القوم إماما للشيعة ، هو وأبوه وأخوه " . ويكفي للتدليل على إماميته أنه قد ذكر الأئمة الاثني عشر في قصيدته المشهورة ، التي قالها وهو بالحائر الحسيني ، والتي مطلعها : كربلا لا زلت كربلا وبلا * ما لقي عندك آل المصطفى إلى أن قال : معشر منهم رسول الله والكاشف * للكرب إذا الكرب عرا صهره الباذل عنه نفسه * وحسام الله في يوم الوغى أول الناس إلى الداعي الذي * لم يقدم غيره لما دعا ثم سبطاه الشهيدان فذا * بحسي السم وهذا بالظبا وعلي وابنه الباقر والصادق * القول ، وموسى والرضا وعلي ، وأبوه وابنه * والذي ينتظر القوم غدا يا جبال المجد عزا وعلا * وبدور الأرض نورا وسنا