نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 264
يكتنفها الغموض ، فهي كسائر حياة رجالات الشيعة تتناول ناحيتين إحداها سياسية والأخرى دينية ، وأساس الناحيتين واحد وليست الصفة هذه خاصة به بل إن قادة الشيعة وعلماءها كافة في جميع الأدوار والقرون كانوا كأئمتهم الهداة عليهم السلام رجال علم ودين وفقه واجتهاد ، ورجال سياسة وقيادة وسيف وحرب معا . لقد تضاربت النظريات حول الشريف الرضي ، كما تزاحمت في شخصية تلميذه شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي ، ذلك العملاق العلمي الذي استقل بالزعامة الدينية وتقلد شؤون الطائفة الإمامية والفتيا إلى أن توفي عام 460 ه ، فقد ترجم له تقي الدين السبكي في " طبقات الشافعية " المجلد 3 ص 51 ، وقال : إن أبا جعفر الطوسي كان ينتمي إلى مذهب الشافعي قدم بغداد وتفقه على مذهب الشافعي . واحتذى حذوه شمس الدين الذهبي في كتابه " مناقب الشافعي وطبقات أصحابه " ، والحاجي خليفة في " كشف الظنون " المجلد 1 ص 452 ، إلى غيره من الأقاويل التي لا مقيل لها في ظل الحقيقة ، وبعيدة كل البعد عن جادة الصدق والصواب والصحة . وهذه الناحية تخص تراجم رجالات الطائفة الإمامية فحسب ، ولا طريق لها في تراجم رجال المذاهب الإسلامية الأخرى ، وإن شوهدت ففي نطاق ضيق ، وداخل إطار محدود . وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على جهل أولئك المؤلفين برجال الشيعة وتصانيفهم ، ويكشف عن عدم دراستهم لمؤلفاتهم ليقفوا على صفحاتها ما ينبئ عن واقع عقيدتهم ، وحقيقة معتقداتهم ولو بصورة سطحية ، هذا وربما كان الحسد باعثا على التمويه والخلط : حسدوا الفتى إذ لم ينالوا فضله * فالناس أعداء له وخصوم كضرائر الحسناء قلن لوجهها * حسدا وبغضا إنه لدميم أما بالنسبة إلى أبي الحسن الرضي فهناك أعجب كلمة وأغرب قولة قالها شمس الدين الذهبي فقد جاء في كتابه " سير النبلاء " المجلد 3 ص 289 في حوادث سنة 436 : وفيها توفي شيخ الحنفية العلامة المحدث أبو عبد الله الحسين بن موسى الحسيني الشريف الرضي واضع كتاب " نهج البلاغة " . إن هذا القول مردود لجهات :
264
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 264