نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 256
في أن يقرأ عليه شيئا من علم النجوم ، وأمر له بجراية تجري عليه كل يوم ، فقرأ عليه برهة ثم أسلم على يديه [14] . 8 - إن ياقوت الحموي نص في معجم الأدباء ( 3 : 154 ) على أن المرتضى كان يدخل عليه من أملاكه كل سنة أربعة وعشرون ألف دينار . 9 - إن الشريف المرتضى هو أول من جعل داره دار العلم ، وقدرها للمناظرة ويقال : إنه أمر ولم يبلغ العشرين ، وكان قد حصل على رئاسة الدنيا بالعلم والعمل الكثير ، والمواظبة على تلاوة القرآن وقيام الليل ، وإفادة العلم ، وكان لا يؤثر على العلم شيئا مع البلاغة وفصاحة اللهجة . وحكي عن الشيخ أبي إسحاق الشيرازي أنه قال : كان الشريف المرتضى ثابت الجأش ، ينطق بلسان المعرفة ويردد الكلمة المسددة ، فتمرق مروق السهم من الرمية ما أصاب أصمى وما أخطأ أشوى [15] . والقارئ الكريم إذا لاحظ ما ذكرناه في هذه البنود الخمسة الأخيرة ، يقف على تفاهة ما نسب إلى هذا العلم من تلك القصة المنحوتة المختلقة . 10 - إن القصة تتضمن أن فخر الملك لم يعظم المرتضى بما يليق بشأنه ، وتشاغل عنه برقاع يقرؤها ، وتوقيعات يوقع بها ، ولكن الفخر هذا قد عظم المرتضى بأفضل ما يمكن يوم مات الشريف الرضي ، حيث أن المرتضى لم يشهد جنازة أخيه ، ولم يستطع أن ينظر إلى تابوته ، وذهب إلى مشهد موسى بن جعفر - عليه السلام - ، ومضى فخر الملك بنفسه آخر النهار إلى المشهد الكاظمي ، واستدعى من السيد العود إلى داره ببغداد . فبأي هذين الموقفين نؤمن ؟ هذه القرائن والشواهد تشهد بوضوح على بطلان هذه القصة الخرافية ، وتدل على أن ناسجها نسجها في غير موضعها . 11 - قد اشتهر على ألسن العلماء أنه لما اتفقت فقهاء العامة على حصر المذاهب الفقهية الإسلامية التي تعددت وتشعبت من زمان الصحابة والتابعين ، ومن تبعهم إلى عصر السيد المرتضى في مذاهب معينة ، التقى السيد المرتضى بالخليفة ، وتعهد له أن يأخذ
[14] الرياض 4 : 23 ، والروضات 4 : 296 . [15] لسان الميزان : 4 : 223 ، نقلا عن تاريخ ابن أبي طي .
256
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 256