نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 250
فردت جوابا والدموع بوادر * وقد آن للشمل المشتت ورود فهيهات عن ذكرى حبيب تعرضت * لنا دون لقياه مهامه بيد فأتيت بها إلى المرتضى فلما قرأها ضرب بعمامته الأرض ، وقال : يعز علي أخي ، يقتله الفهم بعد أسبوع ، فما دار الأسبوع إلا وقد مضى الرضي إلى رحمة الله سبحانه [5] . ومما يكشف عن شدة التلاحم والارتباط والود بين هذين الأخوين العلمين ، أنه لما توفي السيد الرضي وحضر الوزير فخر الملك وجميع الأعيان والأشراف والقضاة جنازته والصلاة عليه ، مضى أخوه المرتضى عن جزعه عليه إلى مشهد موسى بن جعفر - عليه السلام - لأنه لم يستطع أن ينظر إلى تابوته ودفنه ، وصلى عليه فخر الملك أبو غالب ، ومضى بنفسه آخر النهار إلى أخيه المرتضى بالمشهد الشريف الكاظمي فألزمه بالعود إلى داره . نرى أن المرتضى يصب عواطفه الرفيعة وحنانه في الأبيات التالية : يا للرجال لفجعة جذمت يدي * ووددت لو ذهبت علي برأسي ما زلت آبى وردها حتى أتت * فحسوتها في بعض ما أنا حاسي ومطلتها زمنا فلما صممت * لم يثنها مطلي وطول مكاسي لله عمرك من قصير طاهر * ولرب عمر طال بالأدناس [6] هذا بعض ما حفظ التاريخ من تفاني كل من الأخوين بالنسبة إلى الآخر . غير أن هناك شرذمة من أهل السير والتراجم لم يتحملوا ما وجدوه بين هذين الأخوين من العطف والمودة ، والأدب والأخلاق والفضائل والمناقب ، فعادوا ينسبون إليهما ما لا تصح نسبته إلى من هو أدون منهما بدرجات ، وإليك بعض هذه التهم التي تكذبها سيرة العلمين وحياتهما المشرقة . 1 - المرتضى خائض في دماء يحكى أنه اقتدى الرضي يوما بأخيه المرتضى في بعض صلاته ، فلما فرغ قال :