نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 249
أبواب العلوم والفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا ، وهو باق ما بقي الدهر [3] . هكذا بدأ العلمان حياتهما الفكرية والعلمية ، ونشئا وترعرعا في مدرسة أستاذ واحد ، غير أن كل واحد انطلق حسب ذوقه ومواهبه الطبيعية ، وفي مجاله الخاص ، فركز الرضي اهتمامه على العلوم الأدبية والشعر والحديث والتفسير ، وهو يتولى نقابة الطالبيين ، إلى غير ذلك من مهام الأمور . بينما صب المرتضى جهوده على الفقه والكلام ثم التفسير ، ونبغ كل واحد منها في مجال خاص ، مع اشتراكهما في سائر المجالات العلمية والفكرية . ولأجل ذلك نجد أن الرضي يراجع أخاه المرتضى في المسائل الفقهية ويطلب منه حلها . قال الشهيد الأول في ( الذكرى ) ، والشهيد الثاني في ( الروض ) في مسألة الجاهل بالقصر في السفر - حيث أن الإمامية تذهب إلى صحة صلاة الجاهل بالحكم إذا أتم مكان القصر - سأل الرضي أخاه المرتضى وقال : إن الإجماع واقع على أن من صلى صلاة لا يعلم أحكامها فهي غير مجزية ، والجهل بأعداد الركعات جهل بأحكامها فلا تكون مجزية ، ( فكيف تكون صلاة الجاهل بوجوب القصر إذا أتم صحيحة ) فأجابه المرتضى بجواز تغير الحكم الشرعي بسبب الجهل ، وإن كان الجاهل غير معذور [4] . ما ينبئ عن أن المرتضى يرجع إلى أخيه الرضي في الفنون التي برع فيها أخوه ، روى السيد نعمة الله الجزائري قال : دخل أبو الحسن ، على السيد المرتضى - طاب ثراه - يوما ، وكان المرتضى قد نظم أبياتا من الشعر ، فوقف به بحر الشعر فقال : يا أبا الحسن خذ هذه الأبيات إلى أخي الرضي قل له يتمها وهي هذه : سرى طيف سلمى طارقا فاستفزني * سميرا وصحبي في الفلاة رقود فلما انتبهنا للخيال الذي سرى * إذ الأرض قفر والمزار بعيد فقلت لعيني عاودي النوم واهجعي * لعل خيالا طارقا سيعود قال أبو الحسن : فأخذت الأبيات ، ومضيت إلى السيد الرضي ، فلما رآها قال : علي بالمحبرة فكتب :
[3] الشرح الحديدي ج 1 : 41 ورياض العلماء 4 : 23 ، والروضات 4 : 295 . [4] بحر الفوائد ، للعلامة الشيخ محمد حسن الأشتياني ص : 45 وغيرها .
249
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 249