responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت    جلد : 5  صفحه : 236


فأما بنو بويه فإنهم اجتهدوا على قبوله صلاتهم فلم يقبل ، وكان يرضى بالإكرام ، وصيانة الجانب ، وإعزاز الأتباع والأصحاب " [154] .
ولم يختلف موقفه مع الخلفاء العباسيين بما كان عليه مع البويهيين ، فهو يؤكد لهم أنه لم يمدحهم ، أو يقصدهم لغرض الهبات والعطايا ، إنما لأجل الإكرام ، ونستطيع أن نتلمس ذلك منه حين يطلب لقاء خاصا مع الخليفة العباسي الطائع لله [155] فيتماهل في لقائه ، ويرسل هدية له ، فينفر منها الرضي ، فإنه لا يبغي منه صلة مالية . ويشير بذلك في قصيدته التي هنأ بها الوزير أبا منصور محمد بن الحسن بن صالح بالمهرجان عام 378 ه‌ ، جاء فيها :
مدحت أمير المؤمنين وإنه * لأشرف مأمول وأعلى مؤمم فأوسعني قبل العطاء كرامة * ولا مرحبا بالمال إن لم أكرم [156] إنه حين يتصل بالحكام لا لأجل المال ، إنما للكرامة التي ينشدها ويتلهف عليها وهي أمله وطموحه ، وإذا فقدت هذه فلا مرحبا بالمال عنده . ولهذا نراه حين يتمادى الطائع العباسي في عدم الاستجابة بلقائه ، يرسل إليه قصيدة طويلة يعاتبه فيها عام 379 ه‌ جاء في مطلعها :
ضربن إلينا خدودا وساما * وقلن لنا اليوم موتوا كراما ولا تبركوا بمناخ الذليل * يرحله الضيم عاما فعاما إلى كم خضوع لريب الزمان * قعودا ألا طال هذا مناما إلى أن يقول :
أريد الكرامة لا المكرمات * ونيل العلا لا العطايا الجساما [157] وهنا يثور التساؤل ، إذا كان الرضي لا يقبل صلة أحد ، فمن أين له ما يقومه في حياته العامة التي كان يظهر عليها شئ من السعة ؟



[154] ابن أبي الحديد - شرح النهج : 1 / 11 .
[155] عبد الكريم بن الفضل العباسي ، أبو الفضل ، الطائع لله ، ولد ببغداد عام 317 ه‌ ، تنازل له أبوه المطيع عن الخلافة عام 363 ه‌ ، كان بهاء الدولة في الحكم قبض عليه وحبسه عام 381 ه‌ واستمر سجينا إلى أن توفي عام 393 ه‌ . ترجمه : الأعلام - الزركلي : 4 / 178 .
[156] أنظر القصيدة في ديوان الرضي : 2 / 827 - 833 .
[157] أنظر القصيدة في ديوان الرضي : 2 / 761 - 766 .

236

نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت    جلد : 5  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست