نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 225
الحاج ، والقيام على المظالم إلى والد الرضي عام 394 ه ، وكانت هذه الصدمة كافية له في أن يقول عام 395 ه : قد قلت للنفس الشعاع أضمها * كم ذا القراع لكل باب مصمت قد آن أن أعصي المطامع طائعا * لليأس جامع شملي المتشتت إلى أن يقول : قل للذين بلوتهم فوجدتهم * آلا وغير الآل ينقع غلتي . . . لا عذر لي إلا ذهابي عنكم * فإذا ذهبت فيأسكم من رجعتي فلأرحلن رحيل لا متلهف * لفراقكم أبدا ولا متلفت ولأنفضن يدي يأسا منكم * نفض الأنامل من تراب الميت وأقول للقلب المنازع نحوكم * أقصر هواك لك اللتيا والتي يا ضيعة الأمل الذي وجهته * طمعا إلى الأقوام بل يا ضيعتي [126] القصيدة كاملة تعرب بوضوح عن الأمل الذي بدأ يأفل في ذهنه ، ويبعد عن مناله ، وكلما رسمه وخطط إليه وجسده في أشعاره محفوفا بالمديح والثناء لمن كان يعتمد عليه في تحقيق الأمل ، أصبح اليوم في غروب الآمال . الشاعر الطموح بدأ مرحلة جديدة في حصر آماله بأن لا يقطع عنه كل مسارب الأمل حتى بما يبقيه في مكانة اجتماعية تحفظ له بعض زهوة الحياة ، وليس له سبيل في تحقيق هذه الرغبة إلا بتوثيق صلته ببهاء الدولة ، . . . وهو في الوقت الذي يبعث بقصائده إليه ، ويضمنها إخلاصه ومودته ومحبته له ، كانت زفراته وآهاته تبرز واضحة من خلال ثنايا تلكم القصائد . ولنسمعه يودع آماله الحلوة حين يكتب أبياتا خمسة تنم عن جرح مزق كل أحلامه ، وارتدت تجمع شتات رسومه الداثرة ، إنها أنة تتفجر شاكية حين يناغي