responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت    جلد : 5  صفحه : 222


يريدون أن نرضى وقد منعوا الرضا * لسير بني أعمامنا غير قاصد كذبتك إن نازعتني الحق ظالما * إذا قلت يوما إنني غير واجد [114] 2 - إن وصول البويهيين إلى حكم العراق ، وامتداد سلطانهم حتى على الخلفاء العباسيين بحيث أصبح بإمكانهم أن يخلعوا خليفة عباسيا ، وينصبوا آخر بمكانه ، وأنهم أصحاب السلطة الفعلية والمتحكمة في المنطقة ، بحيث " بقي الخليفة العباسي رمزا تثار حوله الشكوك في صحة خلافته " ، دعا الشريف الرضي - وقد أدرك هذه الحقيقة لدى البويهيين - بأن يوثق صلته بهم ، وخاصة ببهاء الدولة الذي دام حكمه فترة طويلة ، وهو الذي أمر بخلع الطائع لله ، وتنصيب الخليفة المقتدر مكانه ، ولذا صار الرضي يكيل المدائح والثناء على البويهيين ، وخاصة على بهاء الدولة لشد روابط الصلة بينهما ، بصفته صاحب القوة والمكنة في إحداث أي تغيير سياسي في بغداد ، وهو يجهر بهذا الأمر ولا يخشى ناقدا ، فيقول :
وما قولي الأشعار إلا ذريعة * إلى أمل قد آن قود جنيبه [115] وإني إذا ما بلغ الله غاية * ضمنت له هجر القريض وحوبه [116] ومبدأ الطموح أثر في الشريف الرضي إلى درجة الانسجام مع ظاهرة المديح لمن يهمه أمره ، كما رأينا في أسلوبه بالتعامل مع بهاء الدولة البويهي خاصة لغرض تحقيق الأمنية .
فلنستمع إليه وهو يرسل قصيدة إلى وزير بهاء الدولة - في هذه المرة - يضمنها عتابه في موضوع خاص بينهما ، ثم يخاطبه قائلا :
ألا أبلغا عني الموفق قولة * وظني أن الطول منه جوابها أترضى بأن أرمي إليك بهمتي * فأحجب عن لقيا علا أنت بابها إلى أن يقول :
وعندي لك الغر التي لانظامها * يهي أبدا أو لا يبوخ شهابها [117]



[114] ديوان الرضي : 1 / 282 - 283 .
[115] الجنيب والمجنوب : الفرس تقوده إلى جنب فرسك في السباق ، فإذا فتر المركب تحولت إلى المجنوب . أنظر : د . مبارك - عبقرية الشريف : 1 / 71 / ه‌ 1 .
[116] ديوان الرضي : 1 / 108 ، والحوب : الإثم .
[117] ديوان الرضي : 1 / 52 - 54 ، يهي : يضعف ، ويبوخ : يتغير .

222

نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت    جلد : 5  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست