نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 206
واللغة [46] ، فغاص فيهما غوص البحار الحاذق ، وتعمق فيهما تعمق أصالة وتحقيق ، وعاد من بعد ذلك موفور الإهاب ، رائع الإفاضة ، وأصبح له من كل ما ملك من ثروة فكرية مكانة كبيرة في ميدان المعرفة ، قال عنها أبو منصور الثعالبي [47] . " وهو اليوم أبدع أبناء الزمان ، وأنجب سادات العراق ، يتحلى مع محتده الشريف ومفخره المنيف بأدب ظاهر وفضل باهر ، وحظ من جميع المحاسن وافر " [48] . الثانية : تلامذته : أما القناة الثانية لمعرفة شخصية مترجمنا العلمية ، فهي مدرسته ومن تخرج عليه أو روى عنه . وكما يقولون : " المورد العذب كثير الزحام " ، فالشريف الرضي الذي عرف بمكانة علمية وأدبية في عصره ينقاد عشاق المعرفة إلى حلقات درسه وندوات مجلسه للاستفادة والانتهال من معرفته ، تؤكد ذلك بعض المصادر بأن الشريف الرضي اتخذ دارا لطلبة العلم الملازمين له سماها " دار العلم " ، وعين لهم فيها جميع ما يحتاجون
[46] في عالم اللغة والأدب ، فإنه تتلمذ على أعلام هذين الحقلين ، وهم : أ - أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي النحوي المتوفى عام 368 ه ، وكان الرضي قد قرأ عليه النحو . ب - أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي النحوي المتوفى عام 377 ه ، كان عالي المنزلة في النحو ، روى عنه الرضي في المجازات النبوية . ج - أبو الحسن علي بن عيسى بن الفرج الربعي البغدادي النحوي تلميذ السيرافي المتوفى عام 420 ه ، كان عالما بالعربية والمعاني والبديع ، قرأ عليه الرضي مختصر الجرمي والعروض لأبي إسحاق الزجاج ، والقوافي لأبي الحسن الأخفش ، والايضاح لأبي علي الفارسي ، كما في المجازات النبوية . د - أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي النحوي المتوفى عام 392 ه ، صاحب الخصائص واللمع قرأ عليه الرضي كثيرا من الكتب . ه - عبد الله بن الإمام المنصوري ، من بني العباس ، المتوفى عام 391 ه قرأ عليه اللغة ورثاه بقصيدة طويلة يقول في مطلعها : ما أقل اعتبارنا بالزمان * وأشد اغترارنا بالأماني أنظر : الديوان : 2 / 877 والغدير : 4 / 183 ود . الحلو - المصدر المتقدم : 82 - 83 . [47] عبد الملك بن محمد بن إسماعيل ، أبو منصور الثعالبي النيسابوري المتوفى عام 429 ه ، من أعلام اللغة والأدب ، له مؤلفات عديدة منها : كتابه في التفسير ، أنظر : أعلام الزركلي : 4 / 311 . [48] يتيمة الدهر : 3 / 136 .
206
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 206