responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت    جلد : 5  صفحه : 177


وقد " يسميه الأدباء النايحة الثكلى لرقة شعره . . . ويقال : أشعر قريش . قلت :
معناه أنه ليس لقرشي كثرة جيدة " [3] .
قال الخطيب البغدادي : سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله الكاتب بحضرة أبي الحسين بن محفوظ - وكان أحد الرؤساء - يقول : سمعت جماعة من أهل العلم بالأدب يقولون : الرضي أشعر قريش . فقال ابن محفوظ : هذا صحيح . وقد كان في قريش من يجيد القول إلا أن شعره قليل ، فأما مجيد مكثر فليس إلا الرضي [4] .
نعم " إن شعر الشريف الرضي - وإن يكن قديم الأسلوب - ظاهر البلاغة ، عالي النفس مديده ، قوي النسج ، واضح التعابير ، فيه متانة وسهولة ورصانة ، تظهر فيه شخصية صاحبه ، شخصية نبيلة عزيزة النفس أبيه طموح ، وقلما قرأت له قصيدة - في أي نوع من أنواع الشعر - إلا أحسست فيها روح الفخر وشكوى الزمان والشيب " [5] .
من طريف ما صنعه أديب متذوق من أدباء القرن الخامس الهجري ، أن أجرى مفاضلة بين شاعرين فحلين لهما شهرة وصيت في عالم الأدب العربي في تلك الحقبة الزمنية وما تلتها من الأحقاب ، هما الشريف الرضي محمد بن الحسين الموسوي البغدادي والقاضي أبو أحمد منصور بن محمد الأزدي الهروي ، شاعرا العراق وخراسان وفحلا القطرين المتسابقين في حلبة الأدب .
قدم أديبنا الذواقة قصيدة رائية للرضي وقصيدة دالية للهروي ، معتذرا عن عدم وقوفه على قصيدتين لهما من قافية واحدة في غرض مشترك حتى تتم عناصر المفاضلة بين الشاعرين ، فاختار هاتين القصيدتين وقدمهما للمفاضلة بين الشاعرين لأنه يعلم أن الأديب يستدل بمباني الكلام ومعانيه وصيغة ألفاظه على درجة الشاعر ، ويميز بين المتقدم الفاضل عن المتأخر المفضول .
أما الأديب الذي أجرى المفاضلة وأتحفنا بهذه الدرة اليتيمة من هو ؟
فهذا سؤال لم نهتد إلى جوابه ، إلا أنه يبدو من تقديمه المقتضب للقصيدتين رفيع أدبه



[3] الوافي بالوفيات 2 / 374 .
[4] تاريخ بغداد 2 / 246 .
[5] ديوان الشريف ، المقدمة 1 / 6 .

177

نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت    جلد : 5  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست